آداب العلماء والمتعلمين،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

الفصل الرابع في آداب المتعلم في نفسه

صفحة 87 - الجزء 1

  ولا يضيع عليه زمانه، وكان بعض أكابر العلماء يجمع أصحابه في بعض أماكن التنزه في بعض أيام السنة ويتمازحون بما لا يضرهم في دين ولا عرض، ويتجنب ما يعاب من الهزل والبسط بالفعل، وفرط التْمطي، والتمايل على الجنب والقفا، والضحك الفاحش بالقهقهة.

  العاشر: أن يترك العشرة، فإن تركها من أهم ما ينبغي لطالب⁣(⁣١) العلم، ولا سيما لغير الجنس، وخصوصاً لمن كثر لعبه وقلّت فكرته، فإن الطباع شر آفة، وآفة العشرة ضياع للعمر بغير فائدة، وذهاب المال والعرض إن كانت لغير أهل، وذهاب الدين إن كانت لغير أهله.

  والذي ينبغي لطالب العلم أن لا يخالط إلا من يفيد أو يستفيد منه، كما روي عن النبي ÷: «أغد عالماً أو متعلماً، ولا تكن الثالث فتهلك»⁣(⁣٢)، فإن شرع أو تعرض لصحبة من يضيع عمره معه، فليتلطف في قطع عشرته في


(١) في (أ): لطلب العلم.

(٢) الحديث عزاه في موسوعة أطراف الحديث إلى طبقات علماء إفريقية لأبي العرب برقم (٢٧).