آداب العلماء والمتعلمين،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

الفصل الخامس في آداب المتعلم مع شيخه وقدوته وما يجب عليه من عظيم حرمته

صفحة 92 - الجزء 1

  رأيه وتدبيره، بل يكون معه كالمريض مع الطبيب الماهر، فيشاوره فيما يقصده، ويتحرى رضاه فيما يعتمده، ويبالغ في حرمته ويتقرب إلى الله بخدمته، ويعلم أن ذله لشيخه عز، وخضوعه له⁣(⁣١) فخر، وتواضعه له رفعة، أخذ ابن عباس⁣(⁣٢) ¥ مع جلالته وقرابته من النبي ÷ وعلو مرتبته، بركاب زيد بن ثابت⁣(⁣٣) الأنصاري وهو ممن أخذ عنه ابن عباس العلم، وقال: هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا، وقد سبق ما رواه الطبراني⁣(⁣٤) في (الأوسط)، عن أبي هريرة مرفوعاً: «تلعموا العلم وتعلموا للعلم السكينة، وتواضعوا لمن تعلمون منه»⁣(⁣٥)، ولا ينال العلم إلا بالتواضع وإلقاء السمع، ومهما أشار عليه شيخه بطريق في التعليم فليقلده،


(١) له، سقط من (أ).

(٢) تقدمت ترجمته.

(٣) هو: زيد بن ثابت بن الضحاك الأنصاري الخزرجي، أبو خارجة، صحابي من أكابرهم، ولد في المدينة ونشأ بمكة، وهاجر مع النبي ÷ وهو ابن ١١ سنة، وتعلم وتفقه في الدين، توفي سنة ٤٥ هـ، (الأعلام ٣/ ٥٧).

(٤) تقدمت ترجمته.

(٥) الحديث عزاه في موسوعة أطراف الحديث ٤/ ٣٩١ إلى مجمع الزوائد ١/ ١٢٩، وإلى إتحاف السادة المتقين ١/ ٤٢٠، ٨/ ٢٧، ٣٢، وغيرها.