الفصل الخامس في آداب المتعلم مع شيخه وقدوته وما يجب عليه من عظيم حرمته
  رأيه وتدبيره، بل يكون معه كالمريض مع الطبيب الماهر، فيشاوره فيما يقصده، ويتحرى رضاه فيما يعتمده، ويبالغ في حرمته ويتقرب إلى الله بخدمته، ويعلم أن ذله لشيخه عز، وخضوعه له(١) فخر، وتواضعه له رفعة، أخذ ابن عباس(٢) ¥ مع جلالته وقرابته من النبي ÷ وعلو مرتبته، بركاب زيد بن ثابت(٣) الأنصاري وهو ممن أخذ عنه ابن عباس العلم، وقال: هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا، وقد سبق ما رواه الطبراني(٤) في (الأوسط)، عن أبي هريرة مرفوعاً: «تلعموا العلم وتعلموا للعلم السكينة، وتواضعوا لمن تعلمون منه»(٥)، ولا ينال العلم إلا بالتواضع وإلقاء السمع، ومهما أشار عليه شيخه بطريق في التعليم فليقلده،
(١) له، سقط من (أ).
(٢) تقدمت ترجمته.
(٣) هو: زيد بن ثابت بن الضحاك الأنصاري الخزرجي، أبو خارجة، صحابي من أكابرهم، ولد في المدينة ونشأ بمكة، وهاجر مع النبي ÷ وهو ابن ١١ سنة، وتعلم وتفقه في الدين، توفي سنة ٤٥ هـ، (الأعلام ٣/ ٥٧).
(٤) تقدمت ترجمته.
(٥) الحديث عزاه في موسوعة أطراف الحديث ٤/ ٣٩١ إلى مجمع الزوائد ١/ ١٢٩، وإلى إتحاف السادة المتقين ١/ ٤٢٠، ٨/ ٢٧، ٣٢، وغيرها.