[إحتجاجه # بفضائله يوم الشورى بالقرآن والسنة]
  فأخبر تبارك وتعالى بما وقاهم وبما أعدّ لهم من الجَنَّة، والحَرِيْر والسُنْدُس، والإِسْتَبْرَق، وحلي الذَّهَب والفِضَّة ما لم يعدده لأحد من أهل الجنة غيرهم(١)، ولا حكى تبارك وتعالى في القرآن لنبي ولا لصديق ولا لشهيد أنه أعدّ له في الجَنَّة مثل ما أعدّ لعليٍّ #.
  (والقوارير(٢)): ليس في جميع القرآن ذِكر قوارير إلاَّ ما ذُكِر لعليّ(٣)، فإن كان في الجنَّة نعت أحسن من نعت ما أعد لعليّ فليأتوا به، وهذا ما لا يدعيه أحد غيره.
  وأشياء كثيرة لا يحصيها إلا الله تعالى؛ مع ما جاء فيه من الأحاديث عن رسول الله ÷ المجمع(٤) عليها، مثل: غدير خم، وحديث الطائر(٥)، وحديث الكهف(٦)، وحديث ليلة الجن، وحديث المرقاة، وغير ذلك.
(١) ممَّن روى أسباب نزول هذه الآية ابن الأثير الجزري في أسد الغابة: ٥/ ٥٣٠، الزمخشري في كشافه - في تفسير قوله تعالى: {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا}[الإنسان: ١٢]، وانظر أيضاً أسباب النزول للواحدي: ص ٣٣١، الرياض النضرة للمحب الطبري: ٢/ ٢٢٧، الدر المنثور للسيوطي - في ذيل تفسير قوله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا}، نور الأبصار للشبلنجي: ص ١٠٢، فضائل الخمسة للفيروز آبادي: ١/ ٣٠١=٣٠٣، المناقب لابن المغازلي الشافعي: ص ١٧٦ ح ٣٢٠.
(٢) زيادة من نخ (أ).
(٣) إشارة إلى قوله تعالى: {قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا}[الإنسان: ١٦].
(٤) نخ (أ): المجتمع.
(٥) روى ابن الأثير الجزري بسنده عن الحسن - يعني البصري - يقول: سمعت أنس بن مالك يقول: أهدي لرسول الله ÷ طير، فقال: «اللَّهُمَّ ائتني برجلٍّ يحبه الله ويحبه رسوله». قال أنس: فأتى علي، فقرع الباب. فقلت: إن رسول الله ÷ مشغول. وكنت أحب أن يكون رجلاً من الأنصار، ثم إن علياً فعل مثل ذلك، ثم أتى الثالثة فقال رسول الله ÷: «يا أنس؛ أدخله فقد عنيته»، فلما أقبل قال: «اللَّهُمَّ والِ من والاه».
قال: وقد رواه عن أنس غير واحد، حدثنا حميد الطويل، وأبو الهندي، ويغنم بن سالم. اه. أنظر: أسد الغابة لابن الأثير: ٤/ ٣٠، وأنظر أيضاً كنز العمال للمتقي: ٦/ ٤٠٦.