الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

مقدمة التحقيق

صفحة 5 - الجزء 1

  

  الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، وبعد:

  فبين يديك أخي المؤمن الكريم كتاب (الْكَامِلُ المُنِيْرُ في إِثْبَاتِ ولايَةِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْن عليّ بن أَبِيْ طَالِب (ع) والرَّدّ على الخَوَارِجِ)، وقد وقع اختلاف حول نسبة الكتاب إلى الإمام نجم آل الرسول القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن بن علي بن أبي طالب (ع)، وأيّا كان المؤلِّف فالكتاب عظيم النفع، جليل الفائدة، وقد احتوى على أدلّة وردود عقليّة دامغة، ونقليّة مُتّفق عليها بين طوائف الأمة.

  وقد نقل منه الكثير من أئمة أهل البيت (ع)، وإن كان بعضهم يحتاط فيقول: قال صاحب الكامل المنير، وبعضهم يقول: قال في الكامل المنير، أمَّا الإمام القاسم بن محمد (ع) فقد نقل لمعاً من كتاب الكامل المنير في كتابه الشهير الإعتصام بحبل الله المتين، وأسند الكتاب إلى الإمام نجم آل الرسول القاسم بن إبراهيم (ع)، قال الإمام القاسم بن محمد (ع): وروى القاسم بن إبراهيم @ في الكامل المنير عن النبي ÷ من حديث طويل أنه قال: «يا أيها الناس اسمعوا ما أقول لكم، إني فرطكم على الحوض، وإنكم واردون عليّ الحوض - حوضاً أعرض مما بين صنعاء إلى أيله - فيه كعدد نجوم السماء أقداح، إني مصادفكم على الحوض يوم القيامة، ألا فإني مستنقذ رجالاً ويختلج دوني آخرون، فأقول: يارب أصحابي أصحابي، فيقال: إنهم أحدثوا وغيّروا بعدك، وإني سائلكم حين تردون عليّ الحوض عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، قالوا: وما الثقلان يارسول الله؟ قال: الأكبر منهما كتاب الله سبب ما بين السماء والأرض، طرف بيد الله وطرف بأيديكم، فتمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا، والأصغر منهما عترتي أهل بيتي، فقد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض» الإعتصام ١/ ٣٥.