[الجواب على طعن الخوارج في تحكيم علي # أبا موسى الأشعري وعمرو بن العاص]
  إِذَنْ خالع لنفسه من النبوءة، خارج من الدين، يوم الذي صيَّر الحكم إلى سعد بن معاذ حين أبت اليهود من بني قريضة أن تنزل على حكمه، وسألت أن تنزل على حكم سعد بن معاذ.
  وحين دعا اليهود والنصارى إلى المباهلة فقال: {[فَقُلْ](١) تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ}[آل عمران: ٦١].
  وحين قال: {فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ}[القصص: ٤٩].
  فإن كان الحق عند الخوارج على ما فعل النبي عَلَيْهِ وَآلِهِ السلام من تصيير حكم بني قريضة إلى سعد بن معاذ، والمباهلة للنصارى، وسؤاله كتاباً هو أهدى من كتابه إنصافاً لهم، وإثباتاً للحجة عليهم، وقلة شك منه لما هو فيه، وثقة بما هو عليه، وعلمه أنهم لا يأتون بكتاب هو أهدى من كتابه، فِلَمَ عابت(٢) الخوارج أمير المؤمنين وقد فعل مثل فعل رسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ السلام عَلَى أن مع رسول الله ÷ ملائكة منزلين(٣) ومردفين(٤) ومسومين(٥) يضربون من أدبر وتولَّى، فأعطاهم [رسول](٦) الله أكثر مما فعل أمير المؤمنين.
(١) تصويب ففي (أ): قل.
(٢) نخ (أ): عاتب.
(٣) قال تعالى: {إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِنْ الْمَلاَئِكَةِ مُنْزَلِينَ}[آل عمران: ١٢٤].
(٤) قال تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنْ الْمَلاَئِكَةِ مُرْدِفِينَ}[الأنفال: ٩].