الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[الدليل على أن عليا # بايع كارها غير طائع]

صفحة 102 - الجزء 1

  ولا خلاف بين الأُمَّة أن علي بن أبي طالب، والعباس بن عبد المطلب، وعبد الله وقثم⁣(⁣١) والفضل أبناء العباس، وسلمان الفارسي، وأبا ذرِّ الغفاري، والمقداد بن الأسود، وعَمَّار بن ياسر؛ هؤلاء شيعة علي وخاصته أفضل ممن استعمل أبو بكر وعمر، فما معنى كراهيتهم لعلي وشيعته؟!.

  وإن كان قد طلب ذلك منهم فكرهوا فما معنى كراهيتهم؟!.

  ففي دون هذا⁣(⁣٢) دليل بمرض القلب.

[الدليل على أن علياً # بايع كارهاً غير طائع]

  فإن قال [قائل]: فما الدليل أن عليًّا بايع كارهاً غير طائع.

  قلنا: الرواية المشهورة المجتمع عليها؛ من ذلك ما روى أبو بكر محمَّد بن الوليد عن ابن دأب - وهما علمان من أعلام العامة، وهما من المخالفين لنا ولكم -: أن علي بن أبي طالب حمل فاطمة ابنة رسول الله عَلَيْهِ وَعَلَيْهَا (أَفْضَلُ) الْسَّلاَمُ، وقد رووا أنه أخرجها على حمار مخطوم بليف فسار بها ليلاً في مجالس الأنصار تطلب منهم النصرة لعليٍّ فكانوا يقولون: يا ابنة رسول الله - رَحِمَكِ اللهُ - سبقت بيعتنا لهذا الرجل، فلو أن زوجك وابن عمك سبق إلينا قبل أبي بكر ما عدلنا به.

  فقال علي: فكنت أدع رسول الله ÷ في بيته لم أجنه وأخرج أنازع الناس سلطانه؟!.

  فقالت فاطمة: ما صنع أبو الحسن إلا ما كان ينبغي له، وقد فعلوا ما الله حسيبهم فيه⁣(⁣٣).


(١) قثم مولى ابن عباس. روى عنه المغيرة بن شعبة. الجداول: ٣٠٦.

(٢) وفي (ب): ففي دون ذلك.

(٣) ونحوه ما حكاه أبو بكر الجوهري في كتابه السقيفة برواية ابن أبي الحديد ٤/ ٥ - ٢٨، وانظر - أيضاً - الإمامة والسياسية لابن قتيبة ١/ ١٢. معالم المدرستين: ١/ ١٧٠ - ١٧١.