[الجواب على من قال: إن الشيعة كفرت أصحاب رسول الله ÷]
  وقد نراه انتظم هذه الأشياء وشرَّكهم فيها ولم يشرِّكوه في القضاء؛ لأن القاضي هو الحاكم.
  وقد أمر الله الخلق أن ينقادوا إلى الحاكم الذي قد جمع له هذه الأشياء وهو قوله تبارك وتعالى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}[النساء: ٦٥].
  وقال: {[فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ](١) بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ}[المائدة: ٤٨]، و {بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ}[النساء: ١٠٥]، وقال: {أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لاَ يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}[يونس: ٣٥]؛ فأخبر الله تبارك وتعالى أنهم لا يؤمنون حتى يُحكِّموا رسوله فيما شجر بينهم.
  ثم قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ}[النساء: ٥٩]؛ فأخبر أن طاعة ولي الأمر طاعة رسوله، وطاعة رسوله طاعة الله، والحاكم الله ورسوله وولي الأمر، يقول الله ø: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ}[النساء: ٥٩].
[الجواب على من قال: إن الشيعة كفَّرت أصحاب رسول الله ÷]
  وزعمت الخوارج ومن قال بمقالتهم: إن الشيعة كفَّرت أصحاب رسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ.
  وزعموا أنهم عصوا الله ورسوله إذ أمرهم بولاية علي فلم يطيعوه.
  وزعموا أنه لو أمرهم لأطاعوه وما عصوه؛ لأنهم معصومون، ولا يقع عليهم الخطأ ولا العصيان لما قد أنزل الله فيهم.
(١) وقال تعالى: {وَأَنْ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ}[المائدة: ٤٩]، وما بين المعقوفين تصويب؛ ففي (أ): احكم بما أنزل الله.