الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[زعم الخوارج أن العباس أقرب لرسول الله ÷ من علي فهو أولى بالإمامة]

صفحة 148 - الجزء 1

  وأمَّا عمَّار بن ياسر فلم يزل يدعو إلى بيعة علي بن أبي طالب، ولم يزل معه في حروبه حتى قُتل في عسكره داعياً إلى نصرته مع قول رسول الله ÷: «عمَّار يدور مع الحق حيثما دار»، و «ما لهم ولعمَّار يدعوهم إلى الجَنَّة ويدعونه إلى النار، قاتِلُه وسالِبُه في النار».

  فأخبر عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ أن عمَّار بن ياسر يدعو إلى الجَنَّة، وكان داعياً إلى علي، ولم يقل أحد من الأُمَّة إن عمَّاراً دعا إلى غير علي.

  فكيف يجوز على هؤلاء النفر خيار أصحاب رسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ مجتمع عليهم بالفضل لم يطعن عليهم أحد من الأمَّة بشيءٍ من ثلاث وسبعين فرقة؟!.

  وأمَّا أبو عبيدة بن الجراح فإنَّا قد أوضحنا عليه من العلَّة في وسط كتابنا هذا ما فيه الكفاية لمن عقل.

[زَعْم الخوارج أن العباس أقرب لرسول الله ÷ من علي فهو أولى بالإمامة]

  وزعمت الخوارج أن العبَّاس أقرب برسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ من علي، وهو أولى بالإمامة؛ لأن العَمَّ - زعموا - أقرب من ابن العم.

  فَلعَمْرِي: إن العباس لأَقرب رحماً، فإذا كان الأمر عندهم كذلك فَلِم قدموا أبا بكر على العباس إذ كان عندهم أولى وأقرب من علي، غير أن علي بن أبي طالب أولى بالخلافة من العباس بما سنوضحه إن شاء الله تعالى.


= فقال: «ضع خمسك في خمسي» فجعل كفَّه في كفِّه فقال: «يا عليُّ؛ خُلِقتُ أنا وأنت من شجرة أنا أصلها وأنت فرعها، والحسن والحسين أغصانها، فمن تعلّق بغصن منها أدخله الله الجنَّة.

يا عليُّ؛ لو أنَّ أُمَّتي صاموا حتَّى يكونوا كالحنايا، وصلُّوا حتَّى يكونوا كالأوتار وأبغضوك لأكبَّهم الله في النَّار». اه أنظر المناقب لابن المغازلي: ص ١٨٦ ح ٣٤٠.