[تفسير قوله تعالى: {أولئك هم الصديقون}]
[عمر يتقرب إلى الله ø بالعبَّاس ويستسقي به]
  ووجدنا عمر - الفاضل عندهم الذي هو أفضل من العباس - قد تقرب إلى الله ø بالعبَّاس المفضول، فاستسقى به الغيث، وذلك أن عمر عام الرمادة قُحِطَ الناس من الغيث فتقرب إلى الله ø بالعباس إذ أخذه بيده وقدمه بين يديه شافعاً إلى الله ø فقال: (اللَّهُمَّ إنا نتقرب إليك بعم نبينا)، فأسقاهم الله.
  فينبغي أن تقدموا الفاضل للخلافة، ومن هاهنا ضلّت الخوارج ومن قال بمقالتهم.
[علي الصدِّيق الأكبر]
  وأمَّا قولهم: إن النبي عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ إختص أبا بكر وعمر باسمين لم يختص غيرهما بمثلهما، سمَّا أبا بكر: (صديقاً)، وعمر: (فاروقاً)، وقال الله تعالى في أبي بكر: {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}[التوبة: ٤٠]، وأن رسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ أمره بالصلاة.
  وقال في عمر: «اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب».
  وأفضل من هذا كله فيما زعموا أنهما ضجيعا رسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ قُبرا في قبر واحد، وأنه أمر بسد الأبواب وترك باب أبي بكر.
[تفسير قوله تعالى: {أُوْلَئِكَ هُمْ الصِّدِّيقُونَ}]
  الجواب: أما قولهم: إنه سمَّاه (صِدِّيقاً)؛ فما حجتهم على من خالفهم فقال: ليس لأبي بكر في هذا الاسم فضل على أحد من المؤمنين؛ لأن الله يقول في كتابه: {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ}[الحديد: ١٩]. فكل من آمن بالله ورسوله فهو صِدِّيق؛ مع أن لعلي بن أبي طالب في هذا الاسم ما ليس لغيره قول