[تفسير قوله تعالى: {ثاني اثنين ...} الآية، ومعنى الصحبة]
  النبي عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ: «علي الصِدِّيق الأكبر، والفاروق الذي يفرق به بين الحق والباطل»(١) ولم يقل هذا في غيره، رواه أبو ذر الغفاري.
[تفسير قوله تعالى: {ثَانِيَ اثْنَيْنِ ..} الآية، ومعنى الصحبة]
  وأما قولهم: {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}[التوبة: ٤٠]؛ فما حجتهم على من خالفهم فقال: ليس من جماعة تنسب إلى رجل بالكون معه إلا قيل فلان ثاني اثنين، وثالث ثلاثة، ورابع أربعة، وخامس خمسة ما كان العدد.
  وقد قال الله تبارك وتعالى: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ ...}[المجادلة: ٧] الآية(٢)، فالله تبارك وتعالى مع الكافر والمؤمن لا يخلو منه أحد.
  وأما تسمية النبي ÷ إيَّاه صاحباً؛ فما حجتهم على من خالفهم فقال: قد تكون الصحبة للكافر والمؤمن(٣) واحتج بقول الله تبارك وتعالى: {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ}[الكهف: ٣٧]، فسمى المؤمن صاحباً للكافر، ونسبه إليه.
(١) المناقب للكوفي: ١/ ١٥٢ ح ٨٦ وص ٢٧٦ ح ١٧٩ وص ٢٧٧ ح ١٩١ وص ٢٨٠ ح ١٩٤ وص ٢٩٩ ح ٢٢٣ وجميعها برواية محمَّد بن سليمان الكوفي بأسانيد مختلفة، وأنظر أيضاً مجمع الزوائد للهيثمي: ٩/ ١٠٢، فيض القدير للمناوي: ٤/ ٣٥٨ في الشرح، كنز العمال للمتقي الهندي: ٦/ ١٥٦ ح ٣٢٩٩٠. متخب فضائل النبي وأهل بيته (ع): ص ١٣٣ - ١٣٤.
(٢) وفي حاشية (أ): أصل التلاوة هو قوله [تعالى]: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا [هُوَ مَعَهُمْ] ..} الآيات. [سورة المجادلة: الآية/٧].
(٣) في (ج): قد تكون الصحبة للمؤمن والكافر.