[حديث سد الأبواب]
[حديث سد الأبواب]
  وأما قولهم: إن النبي ÷ سدَّ أبواب أصحابه وفتح باب أبي بكر. فهذه دعوى منهم، ومن ادعى دعوى بلا برهان ولا دليل لم يجز ذلك له، ولو كان ذلك لما خفِي على الأُمَّة باب أبي بكر في المسجد.
  فما حجتهم على من خالفهم فاحتج بالحديث المشهور عن سعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عمر أن النبي ÷ قال: «سدوا هذه الأبواب الشارعة إلا باب علي».
  فعُوتب النبي في ذلك فقال: «ما أنا سددت أبوابكم وفتحت بابه؛ ولكن الله أمرني بذلك»(١)، يدل ذلك على أن لعليٍّ معه منزلاً في المسجد.
  ورواية حزام بن سعيد عن معاذ بن جابر بن عبد الله أن رسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ دخل المسجد وفي يده عسيب رطب فقال: «أخرجوا من المسجد لا تناموا فيه»، وطفق يضربهم بذلك العسيب، فأجفل الناس وأجفل معهم علي #، فقال له النبي عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ: «أما أنت يا علي فقد أحل الله لك ما أحل لي».
  ورواية أبي ميمون من جهة علي بن الحسين وهو ممَّن لا يطعن عليه أحد من الخوارج ولا من غيرهم خاصة دون أهل بيت محمَّد عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ أنه قال: سألني عيسى الهلالي فقال: أخبرني عن الأبواب هل سمعت من أبيك فيها شيئاً؟
(١) سنن الترمذي: ٥/ ٥٩٩ ح ٣٧٣٢، خصائص النسائي - ضمن السنن -: ٥/ ١١٩ ح ٨٤٢٧، حلية الأولياء: ٤/ ١٥٣، الرياض النضرة: ٣/ ١٣٩، كفاية الطالب: ص ٢٠٢، تذكرة السبط: ص ٤١، مسند أحمد بن حنبل: ٢/ ٦٢، كنز العمال: ٦/ ٣١٩، أسد الغابة: ٣/ ٢١٤، مستدرك الصحيحين: ٣/ ١٢٥، فتح الباري: ٨/ ١٥، المعجم الكبير للطبراني: ٢/ ٢٤٦ ح ٢٠٣١، (المنتخب في فضائل النبي وأهل بيته #: ص ٢٤٥ - ٢٤٦).