الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[ضغائن الناس لأمير المؤمنين #]

صفحة 162 - الجزء 1

  فقل لهم: وكذلك أمير المؤمنين أمره رسول الله ÷ ألا يجاهد بنفسه حتى يجد من ينصره ويؤويه.

  فإن قالوا: لو قام ودعا إلى نفسه يومئذٍِ لما عدل الناس به أبا بكر؛ لأنه إنما كان في بيت منعة وعِزٍّ في بني هاشم، وأبو بكر في بيت قلة وذلِةَّ في بني تِيم.

  فقل لهم: قد احتججنا عليكم بالحجج القاطعة والبراهين النيرة بدعاء النبي عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ إليه في حياته.

  ولسنا نقايسكم بهاشم وعزها، ولا تيم وذلها؛ ولكن انظروا في الإحَن والضغائن التي كانت في صدور القوم على علي بن أبي طالب # أن امرَأَةً أمرها رسول الله ÷ بلزوم⁣(⁣١) بيتها وتَقِرَّ فيه، ولا تبرج تبرج الجاهلية الأولى، وضرب رسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ عليها حجاباً، فخرجت على علي تقاتله، وخرج معها من الخلق ما لا يحصيه إلا الله ø من قريش وغير قريش ممَّن وتره أمير المؤمنين #، وممَّن لم يتره، فضربوا وجهه بالسيف، وقتلوا أصحابه، ومنعوا النصرة بأمر هذه وهي امرأة، فكيف لو رام أمير المؤمنين ذلك من أبيها أبي بكر؟!.

[ضغائن الناس لأمير المؤمنين #]

  فكيف ظن الخوارج كانوا صانعين بعليٍّ على تلك الإحن والضغائن التي كانت في صدورهم؟

  فإن قالوا: لم تكن بينهم إحن ولا ضغائن.

  · فقل للخوارج ولمن قال بمقالتهم: فأين الرواية المشهورة التي نقلها أهل العلم أن النبي ÷ مَرَّ ومعه علي بن أبي طالب بحديقة من نخل، ومعه غيره، فقال علي: يا رسول الله؛ ما أحسن هذه الحَدِيْقَة.

  فقال: «يا أبا الحسن؛ حَدِيْقَتُكَ في الجنَّة أحسن منها».


(١) نخ (ب): تلزم.