الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[مقدمة الكتاب]

صفحة 20 - الجزء 1

[مُقَدِّمَةُ الْكِتَاب]

  [الجواب على الخوارج]

  ******************

  بسم الله الىحمن الرحيم

  وبالله أستعين، وإيَّاه أسأل التوفيق والتسديد

  الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على محمَّد خاتم النبيين وسيِّد المرسلين، أمين ربِّ العالمين، وعلى أخيه، ووصيه سيد الوصيين، وعلى أهل بيته الطَّيِّبِين الأخيار، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، ورحمة الله وبركاته على رغم الراغمين.

  أكرمك الله بكرامة الأبرار، ووقانا وإيَّاك حرّ النار، وجعلنا وإيَّاك من المتقين الأخيار برحمته.

  قد فَهِمْتُ - يرحمك الله - كتابَك، وما ذَكَرْتَ فيه من أمر النَّفر الذين في ناحيتك من الخوارج، وكتابهم إليك بالذي نقموا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب #، وإنكارهم وصية رسول الله ÷ إليه، وزعموا أنه لم يَدَّع ذلك، وأنه لو كان وصياً لَمَا مُنِع الوصية⁣(⁣١)، ولَما بايع أبا بكر؛ ولكنه - زعموا - بايع طائعاً غير مستكره.

  وزعموا أن رسول الله ÷ لم يستخلف أحداً ولم يوص إلى أحد؛ ولكنه أمر أبا بكر بالصلاة، والصلاة - زعموا - عمود الدِّيْن، فلما اختاره رسول الله ÷ لدينهم اختاره المسلمون لدنياهم.


(١) (ب، ج): لما ضيّع الوصيّة.