الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[قصة ذي الثدية بن ذي الخنيصرة التميمي]

صفحة 197 - الجزء 1

[قصة ذي الثدَيَّة بن ذي الخنيصرة التميمي]

  فقل للخوارج ولمن قال بمقالتهم: أليس تشهدون أن رسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ السلام طاعته طاعة الله، ومعصيته معصية الله؟

  فإن قالوا: بلى.

  فقل لهم: فهل يشهد أحد من الخلق⁣(⁣١) على ذي الثدية بن ذي الخنيصرة التميمي⁣(⁣٢) أنه قتل أحداً على عهد رسول الله ÷، أو استحل محرماً حين أمر النبي عَلَيْهِ وَآلِهِ السلام بقتله، وذلك أن الأُمَّة نقلت بالأثر المشهور أنهم قالوا:

  بينا رسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ السلام يُقسِّم الغنائم في مسجده؛ إذ دخل عليه ذو الثُدَيَّة بن ذي الخنيصرة التميمي فقال له: إعدل يا محمَّد!.

  قال: «ويْلك! إن أنا لم أعدل فمن يعدل؟».

  ثم دخل المسجد يصلي فدفع عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ إلى أبي بكر سيفاً فقال: «إذهب؛ فاقتل المصلي».

  فذهب أبو بكر فوجده راكعاً يصلي فكره قتله، وتحرَّج من ذلك ورجع إلى النبي عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ فقال: يا رسول الله؛ وجدتُ رجلاً يصلي راكعاً فكرهت أن أقتل مصلياً.

  ثم دفع السيف إلى عمر وأمره بمثل ما أمر به أبا بكر، فوجده ساجداً فكره قتله فرجع إلى النبي فقال: يا رسول الله؛ وجدتُ رجلاً ساجداً فكرهت قتله.

  ثم دفع السيف إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # وقال: «إذهب؛ فاقتل المصلي، ولا أراك تجده، وأنت قاتله في عصبة يخرجون عليك معه».


(١) في (ج): فهل يشهد عليهم أحد من الخلق.

(٢) ذو الخويصرة التميمي حرقوص بن زهير. أصل الخوارج، راجع ترجمته من الإصابة لابن حجر العسقلاني.