[قصة ذي الثدية بن ذي الخنيصرة التميمي]
[قصة ذي الثدَيَّة بن ذي الخنيصرة التميمي]
  فقل للخوارج ولمن قال بمقالتهم: أليس تشهدون أن رسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ السلام طاعته طاعة الله، ومعصيته معصية الله؟
  فإن قالوا: بلى.
  فقل لهم: فهل يشهد أحد من الخلق(١) على ذي الثدية بن ذي الخنيصرة التميمي(٢) أنه قتل أحداً على عهد رسول الله ÷، أو استحل محرماً حين أمر النبي عَلَيْهِ وَآلِهِ السلام بقتله، وذلك أن الأُمَّة نقلت بالأثر المشهور أنهم قالوا:
  بينا رسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ السلام يُقسِّم الغنائم في مسجده؛ إذ دخل عليه ذو الثُدَيَّة بن ذي الخنيصرة التميمي فقال له: إعدل يا محمَّد!.
  قال: «ويْلك! إن أنا لم أعدل فمن يعدل؟».
  ثم دخل المسجد يصلي فدفع عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ إلى أبي بكر سيفاً فقال: «إذهب؛ فاقتل المصلي».
  فذهب أبو بكر فوجده راكعاً يصلي فكره قتله، وتحرَّج من ذلك ورجع إلى النبي عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ فقال: يا رسول الله؛ وجدتُ رجلاً يصلي راكعاً فكرهت أن أقتل مصلياً.
  ثم دفع السيف إلى عمر وأمره بمثل ما أمر به أبا بكر، فوجده ساجداً فكره قتله فرجع إلى النبي فقال: يا رسول الله؛ وجدتُ رجلاً ساجداً فكرهت قتله.
  ثم دفع السيف إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # وقال: «إذهب؛ فاقتل المصلي، ولا أراك تجده، وأنت قاتله في عصبة يخرجون عليك معه».
(١) في (ج): فهل يشهد عليهم أحد من الخلق.
(٢) ذو الخويصرة التميمي حرقوص بن زهير. أصل الخوارج، راجع ترجمته من الإصابة لابن حجر العسقلاني.