[الجواب على من زعم أن سبب حديث الغدير منافرة وقعت بين علي # وزيد بن حارثة]
  الصَّادق [المصدوق](١) محمَّد ÷: أن المنافقين ومن كان يبغض أمير المؤمنين عليّاً لما سمعوا قول النبي ÷ في علي: «لولا أن تقول فيك طوائف من أُمَّتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم»، قالوا: ما بال محمد يرفع بضبع(٢) ابن عمه حتى مثله بعيسى بن مريم؟
  فأنزل الله في عليّ وفيهم: {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ٥٧ وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ٥٨ إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ٥٩ وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلاَئِكَةً فِي الأَرْضِ يَخْلُفُونَ}[الزخرف: ٥٧ - ٦٠].
  فسل الخوارج: من الذي ضرب الله مثلاً؟ ومن هذا الذي صد عنه قوم النبي عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ؟ ومن هذا العبد الذي أنعم الله عليه وجعله مثلاً لبني إسرائيل؟
  هل ادعى أحدٌ من الأُمَّة، أو رُوِيَ في أحد من الأُمَّة وقال فيه رسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ هذا المقال غير علي بن أبي طالب؟
[الجواب على من زعم أن سبب حديث الغدير منافرة وقعت بين علي # وزيد بن حارثة]
  وزعمت الخوارج ومن قال بمقالتهم أن النبي ÷ لم يقل في علي: «من كنت مولاه فعلي مولاه» يريد بذلك ولاء الدين؛ إنما كان سبب ذلك أنه كان بين عليٍّ و [بين] زيد منافرة وذلك في حَجَّة الوداع.
  فقال له علي: أنت مولاي!.
  فقال له زيد: أنا مولى رسول الله.
(١) من (ج).
(٢) وفي حاشية (ب): الضبع - بالضاد المعجمة وبعدها باء موحدة وعينٌ مهملة - العضد. ذكره في نظام الغريب.