1 - [شهادة إبراهيم النخعي بالوصية لعلي #]
[الأدلة على إثبات الوصية وفضل أهل البيت $]
  فإن سألت الخوارج برهاناً ودليلاً على أن رسول الله ÷ أوصَى إلى علي، أو شاهداً على ذلك، واحتجوا أنه لا تقطع الحقوق، ولا تنفذ الأحكام إلا بالإقرار من الخصوم، أو البينات العدول من غير أهل الدعوى ممَّن لا يَجُرُّ إلى نفسه، واحتجوا أن شهادتنا لا تجوز عليهم، وشهادتهم لا تجوز علينا، لجَرِّنا إلى أنفسنا وجَرهم إلى أنفسهم.
  فلعمري؛ إن لهم في هذا لمقالاً، فنحن نستشهد علينا وعليهم من خالفنا وإيَّاهم من جميع الفرق التي افترقت من أُمَّة محمَّدٍ عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ وهم العامّة على أنهم أعداؤنا وأعداؤهم، وشهادتهم علينا وعلى الخوارج جائزة؛ لأنهم لا يَجُرُّون إلينا ولا إليهم مع ما نحتج عليهم من رواياتهم التي بها يُقِرُّون، وبها يأخذون، وبين أظهرهم من علماء العامّة ممَّن تُقبل شهادته لنا وعلينا، فليسألوهم عن رواياتهم هل أوصَى رسول الله ÷ أم لم يوص؟
  هذا عندهم من روايات عبد الرزاق بن هَمَّام(١)، وهو علم من أعلام العامة ممَّن لا يطعن عليه أحد في علمه، وزهده، وورعه، وهو ورواته مخالفنا لنا ولكم.
١ - [شهادة إبراهيم النخعي بالوصية لعليٍّ #]
  حدثني من لا أتهمه عن أحمد بن داود عن عبد الرزاق بن همام قال: أخبرنا يحيى بن العلاء(٢):
(١) عبد الرَّزاق بن همام بن نافع الحميري الصنعاني، كانت ولادته سنة ١٢٦ هـ، وطلب العلم وهو ابن عشرين سنة، وتوفي في شوال سنة ٢١١ هـ ذكر ابن الأثير وفاته في آخر حوادث سنة ٢١١ من تاريخه الكامل؛ فقال: وفيها توفي عبد الرَّزاق بن همام الصنعاني المحدث. يروي عنه أئمة الإِسلام في زمانه؛ منهم سفيان بن عيينة وهو من شيوخه، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وغيرهم.