الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[الجواب على من زعم أن عليا بايع طائعا غير مكره]

صفحة 98 - الجزء 1

[الجواب على من زعم أن علياً بايع طائعاً غير مكره]

  زعموا أن علياً بايع طائعاً غير مستكره.

  وزعمت الخوارج ومن قال بمقالتهم: أن علياً ¥ بايع طائعاً غير مستكره⁣(⁣١) وهذه منهم دعوى، والحكم المعروف أن كل من ادعى دعوى فلا بد له أن يقيم على دعواه برهاناً يصدق به دعواه.

  فسلهم: ما دليلهم أنه بايع طائعاً غير مستكره؟

  إن كان بايع طائعاً غير مستكره فَلِم ذكروا حديث سويد بن غفلة⁣(⁣٢) الذي يذكر فيه أن نفراً ينتقصون أبا بكر وعمر عنده راضٍ بذلك، فيتصل من ذلك بكلام كثير؛ من ذلك - زعموا - أنه قال: إن الناس بايعوا أبا بكر طائعين غير مستكرهين. وأنه قال: أنا أوّل من سنَّ⁣(⁣٣) ذلك من بني عبد المطلب.

  وكان من قوله: (أغزوا إذا أغزاني⁣(⁣٤)، وآخذ إذا أعطاني، وأضرب بين يديه الحدود).

  فقل للخوارج ولمن قال بمقالتهم: قد ادعيتم عليه قولاً زعمتم أنه قاله بلا فعل فعله، فصححوا لنا فعله حتى نصدقكم على قوله.

  زعمتم أنه قال: (أغزوا إذا أغزاني)⁣(⁣٥). فما حجتكم على من خالفكم وأنكر ذلك وقد قال: أغزا أبو بكر وجاهد أهل اليمامة، وأهل دنا، وغيرهم، وقتلهم وسباهم ... وكذلك عمر من بعده فقد غزا فارس، والأهواز، وبسر، وسرار.


(١) (ج): وزعموا أن علياً (#) بايع طائعاً غير مستكره. وهذه منهم دعوى ... اه. وهي أيضاً مكررة في (ب). بدون (#).

(٢) سويد بن غفلة - بفتح المعجمة، والفاء، واللام - الجعفي الكوفي، أبو أُميّة، أدرك الجاهلية، ولد عام الفيل. سمع علي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود.

(٣) في (ج): بَيَّنَ.

(٤) في (ج): إذا غزا بي.