[الجواب على من زعم أن عليا بايع طائعا غير مكره]
[الجواب على من زعم أن علياً بايع طائعاً غير مكره]
  زعموا أن علياً بايع طائعاً غير مستكره.
  وزعمت الخوارج ومن قال بمقالتهم: أن علياً ¥ بايع طائعاً غير مستكره(١) وهذه منهم دعوى، والحكم المعروف أن كل من ادعى دعوى فلا بد له أن يقيم على دعواه برهاناً يصدق به دعواه.
  فسلهم: ما دليلهم أنه بايع طائعاً غير مستكره؟
  إن كان بايع طائعاً غير مستكره فَلِم ذكروا حديث سويد بن غفلة(٢) الذي يذكر فيه أن نفراً ينتقصون أبا بكر وعمر عنده راضٍ بذلك، فيتصل من ذلك بكلام كثير؛ من ذلك - زعموا - أنه قال: إن الناس بايعوا أبا بكر طائعين غير مستكرهين. وأنه قال: أنا أوّل من سنَّ(٣) ذلك من بني عبد المطلب.
  وكان من قوله: (أغزوا إذا أغزاني(٤)، وآخذ إذا أعطاني، وأضرب بين يديه الحدود).
  فقل للخوارج ولمن قال بمقالتهم: قد ادعيتم عليه قولاً زعمتم أنه قاله بلا فعل فعله، فصححوا لنا فعله حتى نصدقكم على قوله.
  زعمتم أنه قال: (أغزوا إذا أغزاني)(٥). فما حجتكم على من خالفكم وأنكر ذلك وقد قال: أغزا أبو بكر وجاهد أهل اليمامة، وأهل دنا، وغيرهم، وقتلهم وسباهم ... وكذلك عمر من بعده فقد غزا فارس، والأهواز، وبسر، وسرار.
(١) (ج): وزعموا أن علياً (#) بايع طائعاً غير مستكره. وهذه منهم دعوى ... اه. وهي أيضاً مكررة في (ب). بدون (#).
(٢) سويد بن غفلة - بفتح المعجمة، والفاء، واللام - الجعفي الكوفي، أبو أُميّة، أدرك الجاهلية، ولد عام الفيل. سمع علي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود.
(٣) في (ج): بَيَّنَ.
(٤) في (ج): إذا غزا بي.