عملي في الكتاب
  وأبادر بالاعتذار عما يكون قد بدر من خلل، أو اعترى من نقص، ورحم اللَّه من رأى خللا فسدّه، أو نقصا فأكمله، أو غلطا فصححه، فإنما نظل عمرنا نتعلم، وحسبي أنني نقبت وبحثت، وتخيرت وانتقيت، وجمعت ورتبت، وأتيت بمعان من بطون كتب لا يظن بها هذه المعاني، ثمَّ نظمت في سلك بديع، فكونت عقدا جميلا يقر عين الباحث ويسر الناظر، على أن أكون قد قدمت ما ينفع الناس، ويثقل ميزاني في آخرتي.
  ورحم اللَّه امرأ استقى معنى فنسبه إلى مصدره، فإن من بركة العلم نسبته إلى قائله.
  وأنا لا أرى بأسا أن أذعن للصواب، وأقر بالخطإ وأصلحه من ناصح أمين بشرط العلم والإنصاف.
  اللهم إني أتوجه به إليك، وأقصد به وجهك، وأبرأ من حولي وقوتي إلى حولك وقوتك فإنه لا حول ولا قوة إلا بك، وأعترف بعجزي وتقصيري فاغفر زلتي، وأقل عثرتي، وأجب دعوتي، وعلمني ما لم أكن أعلم مما ينفعني وينفع الناس به معي.
  وصلَّى اللَّه وسلَّم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد للَّه رب العالمين.
  وكتبه الفقير إلى عفو ربه د / محمود عبد الرحمن عبد المنعم مدرّس أصول الفقه بكلَّيّة الشّريعة والقانون جامعة الأزهر - القاهرة في ٢٢ من شهر رمضان المبارك سنة ١٤١٩ هـ ٩ يناير سنة ١٩٩٩ م