مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

سطا

صفحة 410 - الجزء 1

  نحو: أرجوحة وأراجيح، وأثفيّة وأثافي، وأحدوثة وأحاديث. وقوله تعالى: {وإِذا قِيلَ لَهُمْ ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا أَساطِيرُ الأَوَّلِينَ}⁣[النحل: ٢٤]، أي: شيء كتبوه كذبا ومينا، فيما زعموا، نحو قوله تعالى: {أَساطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْه بُكْرَةً وأَصِيلًا}⁣[الفرقان: ٥]، وقوله تعالى: {فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ}⁣[الغاشية: ٢١ - ٢٢]، وقوله: {أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ}⁣[الطور: ٣٧]، فإنه يقال: تسيطر فلان على كذا، وسَيْطَرَ عليه: إذا أقام عليه قيام سطر، يقول: لست عليهم بقائم. واستعمال (الْمُسَيْطِر) هاهنا كاستعمال (القائم) في قوله: {أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ}⁣[الرعد: ٣٣]، و (حفيظ) في قوله: {وما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ}⁣[الأنعام: ١٠٤]، وقيل: معناه لست عليهم بحفيظ، فيكون المسيطر (كالكاتب) في قوله: {ورُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ}⁣[الزخرف: ٨٠]، وهذه الكتابة هي المذكورة في قوله: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ الله يَعْلَمُ ما فِي السَّماءِ والأَرْضِ إِنَّ ذلِكَ فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى الله يَسِيرٌ}⁣[الحج: ٧٠].

سطا

  السَّطْوَةُ: البطش برفع اليد. يقال: سَطَا به.

  قال تعالى: {يَكادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آياتِنا}⁣[الحج: ٧٢]، وأصله من: سَطَا الفرس على الرّمكة⁣(⁣١) يَسْطُو إذا أقام على رجليه رافعا يديه إمّا مرحا، وإمّا نزوا على الأنثى، وسَطَا الرّاعي: أخرج الولد ميّتا من بطن أمّه، وتستعار السَّطْوَةُ للماء كالطَّغو، يقال: سَطَا الماء وطغى.

سعد

  السَّعْدُ والسَّعَادَةُ: معاونة الأمور الإلهية للإنسان على نيل الخير، ويضادّه الشّقاوة، يقال: سَعِدَ وأَسْعَدَه اللَّه، ورجل سَعِيدٌ، وقوم سُعَدَاءُ، وأعظم السّعادات الجنّة، فلذلك قال تعالى: {وأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ}⁣[هود: ١٠٨]، وقال: {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وسَعِيدٌ}⁣[هود: ١٠٥]، والْمُسَاعَدَةُ: المعاونة فيما يظنّ به سَعَادَةً. وقوله : «لبّيك وسَعْدَيْكَ»⁣(⁣٢) معناه:

  أسعدك اللَّه إسعادا بعد إسعاد، أو سَاعَدَكُمْ مُسَاعَدَةً بعد مساعدة، والأوّل أولى. والإِسْعَادُ في البكاء خاصّة، وقد اسْتَسْعَدْتُه فَأَسْعَدَنِي.


(١) الرّمكة: الأنثى من البراذين، والجمع رماك ورمكات. اللسان (رمك).

(٢) عن عبد اللَّه بن عمر أنّ تلبية رسول اللَّه : «لبّيك اللهم لبّيك، لبّيك لا شريك لك لبّيك، إنّ الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك». قال نافع: وكان عبد اللَّه بن عمر يزيد فيها: لبّيك لبّيك، لبّيك وسعديك، والخير بيديك، لبّيك والرّغبى إليك والعمل. زاد مسلم: قال ابن عمر: كان عمر يهلّ بهذا ويزيد: لبيك إلخ. أخرجه البخاري ومسلم ومالك، انظر: شرح السنة ٧/ ٤٩، ومسلم (١١٨٤)، وفتح الباري ٣/ ٤٠٩ - ٤١٠.