مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

سام

صفحة 438 - الجزء 1

  أو بمن، نحو: {وإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ}⁣[الأحزاب: ٥٣]، {وسْئَلُوا ما أَنْفَقْتُمْ ولْيَسْئَلُوا ما أَنْفَقُوا}⁣[الممتحنة: ١٠]، وقال: {وسْئَلُوا الله مِنْ فَضْلِه}⁣[النساء: ٣٢]، ويعبّر عن الفقير إذا كان مستدعيا لشيء بالسّائل، نحو: {وأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ}⁣[الضحى: ١٠]، وقوله: {لِلسَّائِلِ والْمَحْرُومِ}⁣[الذاريات: ١٩].

سام

  السَّوْمُ أصله: الذّهاب في ابتغاء الشيء، فهو لفظ لمعنى مركَّب من الذّهاب والابتغاء، وأجري مجرى الذّهاب في قولهم: سَامَتِ الإبل، فهي سَائِمَةٌ، ومجرى الابتغاء في قولهم: سُمْتُ كذا، قال: {يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ}⁣[إبراهيم: ٦]، ومنه قيل: سِيمَ فلان الخسف، فهو يُسَامُ الخسف، ومنه: السَّوْمُ في البيع، فقيل:

  (صاحب السّلعة أحقّ بالسّوم)⁣(⁣١) ويقال: سُمْتُ الإبل في المرعى، وأَسَمْتُهَا، وسَوَّمْتُهَا، قال: {ومِنْه شَجَرٌ فِيه تُسِيمُونَ}⁣[النحل: ١٠]، والسِّيمَاءُ والسِّيمِيَاءُ: العلامة، قال الشاعر:

  ٢٥٤ - له سيمياء لا تشق على البصر⁣(⁣٢)

  وقال تعالى: {سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ}⁣[الفتح: ٢٩]، وقد سَوَّمْتُه أي: أعلمته، وقوله ø في الملائكة: {مُسَوِّمِينَ}⁣(⁣٣) أي:

  معلَّمين و {مُسَوِّمِينَ}⁣(⁣٤) معلَّمين لأنفسهم أو لخيولهم، أو مرسلين لها، وروي عنه # أنه قال: «تَسَوَّمُوا فإن الملائكة قد تَسَوَّمَتْ»⁣(⁣٥).

سأم

  السَّآمَةُ: الملالة ممّا يكثر لبثه، فعلا كان أو انفعالا قال: {وهُمْ لا يَسْأَمُونَ}⁣[فصلت: ٣٨]، وقال: {لا يَسْأَمُ الإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ}⁣[فصلت: ٤٩]، وقال الشاعر:


(١) لم أجده.

(٢) الرجز لأسيد بن عنقاء الفزاري يمدح عميلة حين قاسمه ماله، ويقول:

غلام رماه اللَّه بالحسن يافعا ... له سيمياء لا تشّق على البصر

كأنّ الثريا علَّقت فوق نحره ... وفي جيده الشعرى وفي وجهه القمر

انظر: اللسان (سوم)، والأغاني ١٧/ ١١٧، وقيل: هي لعويف القوافي.

(٣) سورة آل عمران: آية ١٢٥، وقرأ {مُسَوِّمِينَ} بفتح الواو نافع وأبو جعفر وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف.

(٤) وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو وعاصم ويعقوب. الإتحاف ١٧٩.

(٥) الحديث عن عمير بن إسحاق قال: إنّ أول ما كان الصوف ليوم بدر، قال رسول اللَّه : «تسوّموا فإنّ الملائكة قد تسوّمت، فهو أول يوم وضع الصوف» أخرجه ابن أبي شيبة وابن جرير. وأخرج الطبراني وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه : {مُسَوِّمِينَ}: معلَّمين، وكانت سيما الملائكة يوم بدر عمائم سودا، ويوم أحد عمائم حمرا «. راجع: الدر المنثور ٢/ ٣٠٩ - ٣١٠.