مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

ضغث

صفحة 509 - الجزء 1

  فيقتضي ذلك اثنين، لأنّ كلّ واحد منهما يُضَاعِفُ الآخرَ، فلا يخرجان عن الاثنين بخلاف ما إذا أضيف الضِّعْفَانِ إلى واحد فيثلَّثهما، نحو:

  ضِعْفَيِ الواحدِ، وقوله: {فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ}⁣[سبأ: ٣٧]، وقوله: {لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً}⁣[آل عمران: ١٣٠]، فقد قيل:

  أتى باللَّفظين على التأكيد، وقيل: بل المُضَاعَفَةُ من الضَّعْفِ لا من الضِّعْفِ، والمعنى: ما يعدّونه ضِعْفاً فهو ضَعْفٌ، أي: نقص، كقوله: {وما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ الله}⁣[الروم: ٣٩]، وكقوله: {يَمْحَقُ الله الرِّبا ويُرْبِي الصَّدَقاتِ}⁣[البقرة: ٢٧٦]، وهذا المعنى أخذه الشاعر فقال:

  ٢٩٤ - زيادة شيب وهي نقص زيادتي⁣(⁣١)

  وقوله: {فَآتِهِمْ عَذاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ}⁣[الأعراف: ٣٨]، فإنهم سألوه أن يعذّبهم عذابا بضلالهم، وعذابا بإضلالهم كما أشار إليه بقوله: {لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ ومِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ}⁣[النحل: ٢٥]، وقوله: {لِكُلٍّ ضِعْفٌ ولكِنْ لا تَعْلَمُونَ}⁣[الأعراف: ٣٨]، أي: لكلّ منهم ضِعْفُ ما لكم من العذاب، وقيل: أي: لكلّ منهم ومنكم ضِعْفُ ما يرى الآخر، فإنّ من العذاب ظاهرا وباطنا، وكلّ يدرك من الآخر الظاهر دون الباطن فيقدّر أن ليس له العذاب الباطن.

ضغث

  الضِّغْثُ: قبضةُ ريحانٍ، أو حشيشٍ أو قُضْبَانٍ، وجمعه: أَضْغَاثٌ. قال تعالى: {وخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً}⁣[ص: ٤٤]، وبه شبّه الأحلام المختلطة التي لا يتبيّن حقائقها، {قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ}⁣[يوسف: ٤٤]: حزم أخلاط من الأحلام.

ضغن

  الضِّغْنُ والضَّغْنُ: الحِقْدُ الشّديدُ، وجمعه:

  أَضْغَانٌ. قال تعالى: {أَنْ لَنْ يُخْرِجَ الله أَضْغانَهُمْ}⁣[محمد: ٢٩]، وبه شبّه الناقة، فقالوا: ذاتُ ضِغْنٍ⁣(⁣٢)، وقناةٌ ضَغِنَةٌ: عوجاءُ والإِضْغَانُ: الاشتمالُ بالثّوب وبالسّلاح ونحوهما.

ضل

  الضَّلَالُ: العدولُ عن الطَّريق المستقيم، ويضادّه الهداية، قال تعالى: {فَمَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِه ومَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها}⁣[الإسراء: ١٥]، ويقال الضَّلَالُ لكلّ عدولٍ عن المنهج، عمدا كان أو سهوا، يسيرا كان أو كثيرا، فإنّ الطَّريق المستقيم الذي هو المرتضى


(١) شطر بيت للمتنبي، وعجزه:

[وقوّة عشق وهي من قوتي ضعف]

التبيان شرح الديوان ٢/ ٢٨٣.

(٢) قال ابن فارس: ويقولون: ناقة ذات ضغن: عند نزاعها إلى وطنها.