مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

غرض

صفحة 605 - الجزء 1

  بالسّيف، فقيل: فلان غَرْبُ اللَّسان، وسمّي الدّلو غَرْباً لتصوّر بعدها في البئر، وأَغْرَبَ الساقي: تناول الْغَرْبَ، والْغَرْبُ: الذّهب⁣(⁣١) لكونه غَرِيباً فيما بين الجواهر الأرضيّة، ومنه: سهم غَرْبٌ: لا يدرى من رماه. ومنه: نظر غَرْبٌ:

  ليس بقاصد، و، الْغَرَبُ: شجر لا يثمر لتباعده من الثّمرات، وعنقاء مُغْرِبٌ، وصف بذلك لأنه يقال: كان طيرا تناول جارية فَأَغْرَبَ⁣(⁣٢) بها. يقال عنقاء مُغْرِبٌ، وعنقاء مُغْرِبٍ بالإضافة.

  والْغُرَابَانِ: نقرتان عند صلوي العجز تشبيها بِالْغُرَابِ في الهيئة، والْمُغْرِبُ: الأبيض الأشفار، كأنّما أَغْرَبَتْ عينُه في ذلك البياض. {وغَرابِيبُ سُودٌ}⁣[فاطر: ٢٧]، قيل: جَمْعُ غِرْبِيبٍ، وهو المُشْبِه لِلْغُرَابِ في السّواد كقولك: أسود كحلك الْغُرَابِ.

غرض

  الغَرَضُ الهدف المقصود بالرّمي، ثم جعل اسما لكلّ غاية يتحرّى إدراكها، وجمعه:

  أَغْرَاضٌ، فَالْغَرَضُ ضربان: غَرَضٌ ناقص وهو الذي يتشوّق بعده شيء آخر كاليسار والرّئاسة ونحو ذلك مما يكون من أَغْرَاضِ الناس، وتامّ وهو الذي لا يتشوّق بعده شيء آخر كالجنّة.

غرف

  الْغَرْفُ: رفع الشيء وتناوله، يقال: غَرَفْتُ الماء والمرق، والْغُرْفَةُ: ما يُغْتَرَفُ، والْغَرْفَةُ للمرّة، والْمِغْرَفَةُ: لما يتناول به. قال تعالى: {إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِه}⁣[البقرة: ٢٤٩]، ومنه استعير: غَرَفْتُ عرف الفرس: إذا جززته⁣(⁣٣)، وغَرَفْتُ الشّجرةَ، والْغَرَفُ: شجر معروف، وغَرَفَتِ الإبل: اشتكت من أكله⁣(⁣٤)، والْغُرْفَةُ: علَّيّة من البناء، وسمّي منازل الجنّة غُرَفاً. قال تعالى: {أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا}⁣[الفرقان: ٧٥]، وقال: {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً}⁣[العنكبوت: ٥٨]، {وهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ}⁣[سبأ: ٣٧].

غرق

  الغَرَقُ: الرّسوب في الماء وفي البلاء، وغَرِقَ فلان يَغْرَقُ غَرَقاً، وأَغْرَقَه. قال تعالى: {حَتَّى إِذا أَدْرَكَه الْغَرَقُ}⁣[يونس: ٩٠]، وفلان غَرِقَ في نعمة فلان تشبيها بذلك. قال تعالى: {وأَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ}⁣[البقرة: ٥٠]، {فَأَغْرَقْناه ومَنْ مَعَه جَمِيعاً}⁣[الإسراء: ١٠٣]، {ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ}⁣[الشعراء: ٦٦]، {ثُمَّ أَغْرَقْنا بَعْدُ الْباقِينَ}⁣[الشعراء: ١٢٠]،


(١) في اللسان: الغرب: الذهب، وقيل: الفضة.

(٢) انظر: ثمار القلوب ص ٤٥٠، والحيوان ٧/ ١٢٠، وحياة الحيوان ٢/ ٨٧.

(٣) راجع المجمل ٣/ ٦٩٤.

(٤) قال السرقسطي: غرفت الإبل: اشتكت بطونها من أكل الغرف. انظر: الأفعال ٢/ ١٦.