كفر
  التي هي الجمادات من الأرض والماء وغير ذلك. والكِفَاتُ، قيل: هو الطَّيران السّريع، وحقيقته: قبض الجناح للطَّيران، كما قال: {أَولَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ ويَقْبِضْنَ}[الملك: ١٩] فالقبض هاهنا كالكفات هناك.
  والكَفْتُ: السّوق الشّديد، واستعمال الكفت في سوق الإبل كاستعمال القبض فيه، كقولهم:
  قبض الرّاعي الإبل، وراعي قبضة، وكَفَتَ اللَّه فلانا إلى نفسه، كقولهم: قبضه، وفي الحديث:
  «اكْفِتُوا صبيانكم بالليل»(١).
كفر
  الكُفْرُ في اللَّغة: ستر الشيء، ووصف الليل بِالْكَافِرِ لستره الأشخاص، والزّرّاع لستره البذر في الأرض، وليس ذلك باسم لهما كما قال بعض أهل اللَّغة لمّا سمع:
  ٣٨٧ - ألقت ذكاء يمينها في كافر(٢)
  والْكَافُورُ: اسم أكمام الثّمرة التي تَكْفُرُهَا، قال الشاعر:
  ٣٨٨ - كالكرم إذ نادى من الكَافُورِ(٣)
  وكُفْرُ النّعمة وكُفْرَانُهَا: سترها بترك أداء شكرها، قال تعالى: {فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِه}[الأنبياء: ٩٤]. وأعظم الكُفْرِ: جحود الوحدانيّة أو الشريعة أو النّبوّة، والكُفْرَانُ في جحود النّعمة أكثر استعمالا، والكُفْرُ في الدّين أكثر، والكُفُورُ فيهما جميعا قال: {فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُوراً}[الإسراء: ٩٩]، {فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً}[الفرقان: ٥٠] ويقال منهما: كَفَرَ فهو كَافِرٌ. قال في الكفران: {لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ومَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِه ومَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ}[النمل: ٤٠]، وقال: {واشْكُرُوا لِي ولا تَكْفُرُونِ}[البقرة: ١٥٢]، وقوله: {وفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وأَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ}[الشعراء: ١٩] أي: تحرّيت كفران نعمتي، وقال: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ ولَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ}[إبراهيم: ٧] ولمّا كان الكفران يقتضي جحود النّعمة صار يستعمل في الجحود، قال: {ولا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِه}[البقرة: ٤١] أي: جاحد له وساتر، والكَافِرُ على
(١) عن جابر رفعه قال: «خمّروا الآنية، وأوكوا الأسقية، وأجيفوا الأبواب، واكفتوا صبيانكم عند المساء، فإن للجن انتشارا وخطفة» أخرجه البخاري في الأشربة ١٠/ ٨٨، والاستئذان، وانظر: شرح السنة ١١/ ٣٩١.
(٢) هذا عجز بيت لثعلبة بن صعير المازني، وشطره:
فتذكّرت ثقلا رثيدا بعد ما
وهو من مفضليته التي مطلعها:
هل عند عمرة من بتات مسافر ... ذي حاجة متروّح أو باكر
والبيت في المفضليات ص ١٣٠، واللسان (كفر)، والأفعال ٢/ ١٧٤.
(٣) الرجز للعجاج، وهو في اللسان (كفر)، وتهذيب اللغة ١٠/ ٢٠١.