لام
  يحذف. كقوله: {يُرِيدُ الله لِيُبَيِّنَ لَكُمْ}[النساء: ٢٦]، {فَمَنْ يُرِدِ الله أَنْ يَهْدِيَه يَشْرَحْ صَدْرَه لِلإِسْلامِ ومَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّه يَجْعَلْ صَدْرَه ضَيِّقاً}[الأنعام: ١٢٥] فأثبت في موضع وحذف في موضع.
  الثاني: للملك والاستحقاق، وليس نعني بالملك ملك العين بل قد يكون ملكا لبعض المنافع، أو لضرب من التّصرّف. فملك العين نحو: {ولِلَّه مُلْكُ السَّماواتِ والأَرْضِ}[المائدة: ١٨]، {ولِلَّه جُنُودُ السَّماواتِ والأَرْضِ}[الفتح: ٧]. وملك التّصرّف كقولك لمن يأخذ معك خشبا: خذ طرفك لآخذ طرفي، وقولهم: للَّه كذا. نحو: للَّه درّك، فقد قيل: إن القصد أنّ هذا الشيء لشرفه لا يستحقّ ملكه غير اللَّه، وقيل: القصد به أن ينسب إليه إيجاده. أي: هو الذي أوجده إبداعا، لأنّ الموجودات ضربان:
  ضرب أوجده بسبب طبيعيّ أو صنعة آدميّ.
  وضرب أوجده إبداعا كالفلك والسماء ونحو ذلك، وهذا الضرب أشرف وأعلى فيما قيل.
  ولَامُ الاستحقاق نحو قوله: {لَهُمُ اللَّعْنَةُ ولَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}[الرعد: ٢٥]، {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ}[المطففين: ١] وهذا كالأول لكن الأول لما قد حصل في الملك وثبت، وهذا لما لم يحصل بعد ولكن هو في حكم الحاصل من حيثما قد استحقّ. وقال بعض النحويين: اللَّامُ في قوله: {لَهُمُ اللَّعْنَةُ}[الرعد: ٢٥] بمعنى «على»(١) أي: عليهم اللَّعنة، وفي قوله: {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ}[النور: ١١] وليس ذلك بشيء، وقيل: قد تكون اللَّامُ بمعنى «إلى» في قوله: {بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها}[الزلزلة: ٥] وليس كذلك، لأنّ الوحي للنّحل جعل ذلك له بالتّسخير والإلهام، وليس ذلك كالوحي الموحى إلى الأنبياء، فنبّه باللام على جعل ذلك الشيء له بالتّسخير. وقوله: {ولا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً}[النساء: ١٠٥] معناه: لا تخاصم الناس لأجل الخائنين، ومعناه كمعنى قوله: {ولا تُجادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتانُونَ أَنْفُسَهُمْ}[النساء: ١٠٧] وليست اللام هاهنا كاللام في قولك: لا تكن للَّه خصيما، لأنّ اللام هاهنا داخل على المفعول، ومعناه: لا تكن خصيم اللَّه.
  الثالث: لَامُ الابتداء. نحو: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى}[التوبة: ١٠٨]، {لَيُوسُفُ وأَخُوه أَحَبُّ إِلى أَبِينا مِنَّا}[يوسف: ٨]، {لأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً}[الحشر: ١٣].
  الرابع: الداخل في باب إنّ، إما في اسمه إذا تأخّر. نحو: {إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً}[آل عمران: ١٣] أو في خبره. نحو: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ}[الفجر: ١٤]،
(١) انظر: كتاب اللامات للهروي ص ٤٢.