مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

هيأ

صفحة 850 - الجزء 1

  على ذلك قوله: {وأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ}⁣[إبراهيم: ٤٣] إذ هي بمنزلة الهواء في الخلاء. ورأيتهم يتهاوون في المَهْوَاةِ أي: يتساقطون بعضهم في أثر بعض، وأَهْواه، أي: رفعه في الهواء وأسقطه، قال تعالى: {والْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى}⁣[النجم: ٥٣].

هيأ

  الْهَيْئَةُ: الحالة التي يكون عليها الشيء، محسوسة كانت أو معقولة، لكن في المحسوس أكثر. قال تعالى: {أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ}⁣[آل عمران: ٤٩]، والمُهايأَةُ:

  ما يَتَهَيَّأُ القوم له فيتراضون عليه على وجه التّخمين، قال تعالى: {وهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً}⁣[الكهف: ١٠]، {ويُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقاً}⁣[الكهف: ١٦] وقيل: هَيَّاكَ أن تفعل كذا. بمعنى: إيّاك، قال الشاعر:

  ٤٧٣ - هيّاك هيّاك وحنواء العنق⁣(⁣١)

ها

  هَا للتنبيه في قولهم: هذا وهذه، وقد ركَّب مع ذا وذه وأولاء حتى صار معها بمنزلة حرف منها، و (ها) في قوله تعالى: {ها أَنْتُمْ}⁣[آل عمران: ٦٦] استفهام، قال تعالى: {ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ حاجَجْتُمْ}⁣[آل عمران: ٦٦]، {ها أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ}⁣[آل عمران: ١١٩]، {هؤُلاءِ جادَلْتُمْ}⁣[النساء: ١٠٩]، {ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ}⁣[البقرة: ٨٥]، {لا إِلى هؤُلاءِ ولا إِلى هؤُلاءِ}⁣[النساء: ١٤٣].

  و «هَا» كلمة⁣(⁣٢) في معنى الأخذ، وهو نقيض:

  هات. أي: أعط، يقال: هَاؤُمُ، وهَاؤُمَا، وهَاؤُمُوا، وفيه لغة أخرى: هَاءِ، وهَاءَا، وهَاءُوا، وهَائِي، وهَأْنَ، نحو: خَفْنَ وقيل: هَاكَ، ثمّ يثنّى الكاف ويجمع ويؤنّث قال تعالى: {هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَه}⁣[الحاقة: ١٩] وقيل: هذه أسماء الأفعال، يقال: هَاءَ يَهَاءُ نحو: خاف يخاف⁣(⁣٣)، وقيل:


(١) في اللسان:

يا خال هلَّا قلت إذا أعطيتها ... هيّاك هيّاك وحنواء العنق

أعطيتنيها فانيا أضراسها ... لو تعلف البيض به لم ينفلق

ولم ينسبهما.

(٢) قال الأزهري: والعرب تقول أيضا: ها، إذا أجابوا داعيا، يصلون الهاء بألف تطويلا للصوت. انظر: تهذيب اللغة ٦/ ٤٨٥.

(٣) قال ابن جني: وفيها لغة رابعة، وهي قولك للرجل: هأ بوزن هع، وللمرأة هائي، بوزن هاعي، وللاثنين والاثنتين: هاءا، بوزن هاعا، وللمذكّرين: هاؤا، بوزن: هاعوا، وللنساء: هأن، بوزن هعن، فهذه اللغة تتصرف تصرف خف، وخافي، وخافا، وخافوا، وخفن، وهي لغة مع ما ذكرناه قليلة. انظر: سر صناعة الإعراب ١/ ٣١٩.