مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

سعر

صفحة 411 - الجزء 1

  والسَّاعِدُ: العضو تصوّرا لِمُسَاعَدَتِهَا، وسمّي جناحا الطائر سَاعِدَيْنِ كما سمّيا يدين، والسَّعْدَانُ: نبت يغزر اللَّبن، ولذلك قيل: مرعى ولا كَالسَّعْدَانِ⁣(⁣١)، والسَّعْدَانَةُ: الحمامة، وعقدة الشّسع، وكركرة البعير، وسُعُودُ الكواكب معروفة.

سعر

  السِّعْرُ: التهاب النار، وقد سَعَرْتُهَا، وسَعَّرْتُهَا، وأَسْعَرْتُهَا، والْمِسْعَرُ: الخشب الذي يُسْعَرُ به، واسْتَعَرَ الحرب، واللَّصوص، نحو: اشتعل، وناقة مَسْعُورَةٌ، نحو: موقدة، ومهيّجة. السُّعَارُ:

  حرّ النار، وسَعُرَ الرّجل: أصابه حرّ، قال تعالى: {وسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً}⁣[النساء: ١٠]، وقال تعالى: {وإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ}⁣[التكوير: ١٢]، وقرئ بالتخفيف⁣(⁣٢)، وقوله: {عَذابَ السَّعِيرِ}⁣[الملك: ٥]، أي: حميم، فهو فعيل في معنى مفعول، وقال تعالى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وسُعُرٍ}⁣[القمر: ٤٧]، والسِّعْرُ في السّوق، تشبيها بِاسْتِعَارِ النار.

سعى

  السَّعْيُ: المشي السّريع، وهو دون العدو، ويستعمل للجدّ في الأمر، خيرا كان أو شرّا، قال تعالى: {وسَعى فِي خَرابِها}⁣[البقرة: ١١٤]، وقال: {نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ}⁣[التحريم: ٨]، وقال: {ويَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَساداً}⁣[المائدة: ٦٤]، {وإِذا تَوَلَّى سَعى فِي الأَرْضِ}⁣[البقرة: ٢٠٥]، {وأَنْ لَيْسَ لِلإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى وأَنَّ سَعْيَه سَوْفَ يُرى}⁣[النجم: ٣٩ - ٤٠]، {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى}⁣[الليل: ٤]، وقال تعالى: {وسَعى لَها سَعْيَها}⁣[الإسراء: ١٩]، {كانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً}⁣[الإسراء: ١٩]، وقال تعالى: {فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِه}⁣[الأنبياء: ٩٤].

  وأكثر ما يستعمل السَّعْيُ في الأفعال المحمودة، قال الشاعر:

  ٢٣٤ - إن أجز علقمة بن سعد سعيه ... لا أجزه ببلاء يوم واحد⁣(⁣٣)

  وقال تعالى: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَه السَّعْيَ}⁣[الصافات: ١٠٢]، أي: أدرك ما سعى في


(١) السّعدان: شوك النخل، والعرب تقول: أطيب الإبل لبنا ما أكل السعدان.

وقولهم: مرعى ولا كالسّعدان، مثل، وسئلت امرأة تزوّجت عن زوجها الثاني، أين هو من الأول؟ فقالت: مرعى ولا كالسعدان، فذهبت مثلا. اللسان (سعد)، والأمثال ص ١٣٥.

(٢) قرأ بالتخفيف ابن كثير وهشام وأبو عمرو وحمزة والكسائي وروح عن يعقوب وخلف وشعبة عن عاصم.

(٣) البيت لفدكي بن أعبد، وهو في الحيوان ٣/ ٤٦٨، والبيان والتبيين ٣/ ٢٣٣، واللسان (لمم).