التجريد في فقه الإمامين الأعظمين،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

ترجمة الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين #

صفحة 27 - الجزء 1

  أعطي أحدكم.

  وإنه قسم يوماً شيئاً من التمر فحبس منه ضعفي ما أعطا الواحد منا فداخلني من ذلك شيء لقوله الذي كان يقوله، ورابني ذلك، إلى أن قدم بعض الغُيَّب من أصحابه من وجه بعثه هو فيه، فأخرج إليه نصيبه مما كان حبسه، فخنقتني العَبْرة وجعلت أقبل أطراف الهادي # وأعتذر إليه وأخبره بالأمر. فقال: أنت في حل يا أبا العباس وسعة من جهتنا، ولكن حسنوا ظنونكم بإخوانك فإن المؤمن يكون عند حسن الظن بأخيه.

  وكان شيخنا أبو الحسين علي بن إسماعيل الفقيه | يحكي عن أبيه إسماعيل بن إدريس أنَّه قال: قدمت المدينة وقد وردها يحيى بن الحسين # من اليمن مغاضباً لأهلها لأنهم لا يطيعون الله ولا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر، فاعتزل أمرهم، فوردت كتبهم على أبيه الحسين بن القاسم وعمومته بالمدينة يتوسلون بهم إليه، ويسألونهم التشفع إليه في معاودتهم، على أنهم لا يخالفونه في شيء، فعاودهم بعد مسألتهم إياه، وذكروا أنَّه منذ فارقهم قد اختلفت ثمارهم وزروعهم وأسرع الموت في مواشيهم وأنعامهم.

  قال: فسألته # عن ذبيحة المشبهة والمجبرة. قال: لا تحل. فقلت: أتَحِلُّ ذبائح اليهود والنصارى ولا تحل ذبائح المشبهة والمجبرة؟ فضحك وقال: يا أبا علي لا تحل ذبائح اليهود ولا النصارى.

  حدثني أبو العباس الحسني |، عن عمه محمد بن الحسن |، قال: سمعت علي بن العباس | يقول: ركب يحيى بن الحسين # إلى موضع هو مجمع يعظ النَّاس ويذكرهم، فبلغ أبا القاسم ابنه ركوبه فأسرج وركب وأسرع نحوه فعرض له في الطريق بعض الطبرية وحال بينه وبين الهادي