مولده ونشأته:

  ولد بآمل طبرستان سنة (٣٣٣ هـ) ونشأ وترعرع حتى اشتد عوده في هذه البلاد الواقعة جنوبي بحر قزوين، والتي جعلتها الجبال مناطق معزولة، لم ينتشر فيها الإسلام إلا في بداية الدولة العباسية على يد العلويين الهاربين من بطش بني العباس وجورهم، حيث استقر الكثير من العلويين هناك فنشروا الإسلام ومذهب آل البيت $، وأقاموا دولة طبرستان الطالبية العلوية الزيدية، التي كان لها شأن عظيم في نشر الإسلام بهذه المنطقة الواقعة في القسم الشمالي من إيران، والتي تعرف اليوم ب (مازندران)، فرغم وصول الفتح الإسلامي إلى هذه البلاد حوالي سنة ٢٢ هـ حسب ما ذكره اليعقوبي والطبري والبلاذري، إلا أن المسلمين لم يستقروا فيها، ولم يكن الأمر يعدو غارات تشن عليها بين حين وآخر، وظلت خاضعة لملوكها بين «مزدكي» و «زرادشتي» و «عابد نار»، حتى استولى عليها سنة ٢٥٠ هـ الحسن بن زيد بن الإمام الداعي الكبير في خلافة المستعين العباسي، وأقام فيها دولة، واستمرت حوالي مائتي سنة، كان من أهم منجزاتها أن أحالت تلك البلاد إلى بلاد إسلامية خالصة، وخصوصاً على يد الإمام العظيم الحسن الأطروش.

  وقد نشأ المؤيد بالله في حجر أسرة علوية كريمة تقية، تقدس العلم، وتعشق مكارم الأخلاق، الأب الحسين بن هارون، أما الأم والمدرسة الأولى فقد كانت أم الحسن بنت علي بن عبدالله الحسيني العقيقي، أرضعته وأخاه التقوى من صغرهما.

  وتحت رعاية هذين الأبوين الكريمين نشأ الإخوان الإمامان المؤيد بالله أحمد بن الحسين، وأبو طالب يحيي بن الحسين الناطق بالحق، وتلقيا علومهما الأولية على