الدعامة في الإمامة،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

[حول الدليل على إمامة القاسم بن إبراهيم #]

صفحة 161 - الجزء 1

  ومنها: اختصاصه # بعلم القرآن، ووجوه القراءة، وله # قراءة مفردة مروية عنه.

  ومنها: تقدمه جماعتهم في زمانه بالشجاعة والثبات، وقوة القلب، والرغبة في الجهاد، والتشدد على الظالمين.

  وقد روي عنه # أنه لما خفقت الرايات فوق رأسه، قال: (الحمد لله الذي أكمل لي ديني، لقد كنت أستحيي من رسول الله صلى الله عليه وآله أن أرد عليه ولم آمر بمعروف، ولم أنه عن منكر).

  ومن الواضح الذي لا إشكال فيه من أمره # أنه # يذكر مع المتكلمين إذا ذكروا، ويذكر مع الفقهاء والرواة إذا ذكروا، ويذكر مع الزهاد وأهل التقوى، ويذكر مع الشجعان وأهل المعرفة بالضبط والسياسة، وغيره من أهل البيت $ في ذلك الزمان إنما يذكر بخصلة أو بخصلتين من هذه الخصال، وإذا كان هذا هكذا فقد صح بهذه الجملة أنه # أفضلهم من حيث اجتمع فيه من خصال الفضل ما يفرق فيهم ويميز عنهم بما لم يوجد فيهم.

  ويدل على أنه كان أفضل الناس # في زمانه قوله تعالى {وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً}⁣[النساء: ٩ ٥]، ولم يشاركه أحد في زمانه في السبق إلى الجهاد، ونيل الشهادة على الوجه العظيم الذي ناله ~، وما قدمنا في الدلالة على إمامته # هو الذي يدل على إمامة سائر من سلك طريقته، واقتفى أثره من أفاضل العترة $، كابنه يحيى، ومحمد وإبراهيم بن عبدالله بن الحسن بن الحسن، ومن بعدهم كالحسين بن علي صاحب فخ، ويحيى بن عبدالله، ومحمد بن إبراهيم $، وكالفاضل الزكي والإمام المرضي الذي بث العلم في الأصول والفروع وأذاعه، وسهل السبيل إليه وقربه، أبو محمد القاسم بن إبراهيم À أجمعين.

[حول الدليل على إمامة القاسم بن إبراهيم #]

  فإن قال قائل: إذا كانت الدعوة عندكم من شرائط الإمامة، فلم قلتم بإمامته ولم تظهر منه الدعوة؟.

  قيل له: هذا غلط قبيح، لأنا قد بينا فيما تقدم أن الغرض بالدعوة هو الإنتصاب للأمر، والحث للناس على المتابعة له فيه، وإظهار مباينة الظالمين، ومباشرة الحروب، لأن ذلك مشروط بالتمكن والقدرة، واجتماع الأصحاب والأنصار، والقاسم # قد بلغ النهاية في إظهار الدعوة، لأنه كتب بها إلى الآفاق، ودعا الناس إليها، وباين الظالمين وهاجرهم، وحث الناس على