[إطباق العلماء على قبول خبر المنزلة]
  ومنها: وجه يلزم أصحابنا المعتزلة خصوصاً، وهم ذهبوا إلى أن قول النبي ÷ «الأئمة من قريش» يوجب العلم من حيث كان ذكره أبو بكر بحضرة الصحابة ولم ينكر عليه، فكذلك نقول: إن خبرنا يوجب العلم، لأن أمير المؤمنين # ذكره يوم الشورى(١) بحضرة جماعة الصحابة ولم ينكر عليه.
  فإن قالوا: ذكر أبي بكر بحضرة الصحابة قد عرفناه، ولم نعرف ما تدعونه من ذكر أمير المؤمنين # يوم الشورى؟.
  قيل لهم: كذلك يقول من يذهب إلى أن الإمامة تجوز في غير قريش إن هذا الخبر لا يعلم أن أبا بكر ذكره بحضرة الصحابة ولم ينكر عليه، بل قد قال أهل العلم إن هذا الخبر لم يذكر على هذا الوجه يوم السقيفة.
(١) خبر الشورى هو الخبر الذي تكلم به أمير المؤمنين علي # بحضرة الصحابة حين جعل عمر الأمر بعد وفاته شورى بين ستة من الصحابة يختاروا واحداً منهم، فذكر # في ذلك اليوم كثيراً من فضائله وشمائله التي لم يشاركه فيها أحد منهم، ويستحق بها أن يكون خليفة وإماماً ووالياً عليهم، ولم يستطع أحد منهم إنكار أي فضيلة أو منقبة من تلك المناقب بل قرروه وشهدوا على صحتها ووقوعها واعترفوا بها، وخبر الشورى يحتوي على ثلاث وسبعين فضيلة لأمير المؤمنين #، وقد روى خبر الشورى أهل البيت $ وعدد من المحدثين، فممن رواه: -
الإمام المؤيد بالله # في الأمالي الصغرى (صـ ١١٣)، ورواه الإمام المنصور بالله # في الشافي (٣/)، والإمام المنصور بالله الحسن بن بدر الدين في أنوار اليقين - خ -، ورواه صاحب المحيط بالإمامة علي بن الحسين الزيدي، ورواه الفقيه حميد الشهيد في الحدائق الوردية ومحاسن الأزهار، وأخرجه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين # من تاريخ دمشق بتحقيق محمد باقر المحمودي (٣/ ١١٣) برقم (١١٤٠)، ورواه ابن المغازلي الشافعي في مناقب أمير المؤمنين # (صـ ٨٧)، وغيرهم، ولا التفات إلى تضعيف بعض الخصوم له كالذهبي في ميزان الإعتدال، وابن حجر العسقلاني في لسان الميزان، فالنصب ديدنهم، وعداوة الآل مبدؤهم.