الدعامة في الإمامة،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

كتاب الدعامة في الإمامة

صفحة 4 - الجزء 1

  بمسائل، إما مسترشداً، وإما متعصباً معانداً، وكان هذا الكتاب الجليل النفع، كافلاً بالإجابة على تلك الشبه والأسئلة، حافلاً بالأدلة الكافية لأهل العقول المنصفة الوافية، أردنا إخراجه في ثوبه الجديد، لحيث وقد جنت عليه أيدي العابثين، ولعبت بعنوانه ونصوصه أقلام الجاحدين أو الجاهلين، فهو من روائع التراث الزيدي، وصافي علوم العترة النبوية النقي، الذي يستمد قوانينه ومناهجه من أدلة الشرع، عقلاً ونقلاً، كتاباً وسنة وإجماعاً.

  إضافة إلى ما تقدم، فإن هذا الكتاب العظيم من الكتب التي اشتملت على بيان من هو الزيدي الصادق النسبة؟.

  لأننا في هذا الزمان نرى ونسمع بل ونقرأ لكثير من المؤلفين من يضيف نفسه إلى الزيدية، ويدعي أنه زيدي، وقد يقول ببعض الأقوال التي تقول بها الزيدية في بباب التوحيد والعدل، فإذا وصل إلى مسألة الإمامة أقدم وأحجم، ولوى عنقه وتجهم، وناظر وبرطم.

  فهذا الكتاب يبين أصول الزيدية ومبادئها وآرائها ومعتقدها في مسألة الإمامة، فمن كان يقول بما تضمنه هذا الكتاب من الأصول والمبادئ والعقائد فهو الزيدي، ومن خالف فيها أو في بعضها فليس بزيدي، وإن ادعى فدعواه عارية عن البيان، عاطلة من الدليل والبرهان، واضحة الخطأ والبطلان.

  والذي يتأمل هذا الكتاب وما أودع فيه الإمام # من الحجج والأدلة، والبراهين اللائحة كالأهلة، علم علماً يقينياً أن الزيدية أصولها ثابتة الأساس، محكمة الأمراس، قوية الأعمدة، لا مجال للخصم في ردها، ولا قدرة له على حلها، ولا سبيل لها إلى نقضها، بل إن أنصف رجع إلى أقوالهم مسلماً بصحتها، منضوياً تحت ألويتها، سالمة من الخلل، مكسية بجواهر الحلل، وكيف ينقض أصل من الكتاب أعمدته، ومن السنة أدلته، ومن أقوال أهل البيت $ حجته.

  ومن ادعى أن هناك خللاً في دستور الإمامة ونظريتها لدى الزيدية فإنما يبين عجزه عن استيعاب واقتناص أدلتهم، أو يوضح تعصبه وعدم إنصافه في الرؤية لمذهبهم، أو يظهر عداوة وحقداً دفينين احتوت عليهما حنايا أضلاعه.