[تفرد علي # بخصال لم يشاركه فيها غيره]
  فأما تعلقهم بقوله تعالى {لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ}[الحديد: من الآية ١ ٠]: - فبعيد، لأنه # من أكبر من يراد بهذه الآية لجمعه قبل الفتح بين الإنفاق والقتال.
[تفرد علي # بخصال لم يشاركه فيها غيره]
  وأما تفرده # بما لم يشاركه فيه من اختلف في التفضيل بينه # وبينهم: فأظهر من أن يحتاج إلى بيانه، وهو اختصاصه # بأمر الجهاد وعظم عنايته فيه، وما كان له # من المواقف الشريفة، والمشاهد الحميدة التي نصر فيها الإسلام، وبيض وجوه المسلمين، وكشف الكرب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وآله، وشهرة هذه المقامات التي يعلمها الولي والعدو من أصحاب المغازي ونقلة الآثار يغني عن ذكرها.
  ولو لم يكن له # إلا موقف واحد وهو خيبر لكفى في هذا الباب، فقد روي أصحاب المغازي كلهم أن رسول الله ÷ دفع الراية إلى أبي بكر فرجع منهزماً يجبن أصحابه ويجبنونه، ثم دفعها إلى عمر فرجع منهزماً يجبن أصحابه ويجبنونه، فقال ÷ «لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، كرار غير فرار، لا يرجع حتى يفتح الله على يديه» وتلك القصة مشهورة طويلة.
  فأما قول بعض من نصر النواصب: أن مبارزة الأقران لا تعد فضيلة عظيمة - لأن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يبرز بنفسه إلا إلى رجل واحد فإنه برز إليه وقتله، ومكافحة الأقران قد تكون عن حمية، وقد تكون عن أنفة، وقد تكون عن قساوة أو محبة ذكر، و أمور كثيرة سوى التقرب إلى الله سبحانه ﷻ -: فإنه جهل أو تجاهل يدل على سوء دخيلة في الدين مقرونة ببغض أمير المؤمنين #، وقد قال حذيفة | (كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله ÷ ببغضهم علياً #).
  وأما قوله: إن رسول الله ÷ لم يقتل إلا رجلاً واحداً: فقد أجبنا عنه فيما تقدم، وقد بينا أن الرئيس الذي يكون ثبات الجماعة تابعاً لثباته، فإن وقوعه أعظم عناء في الجهاد