[الرد على النواصب العثمانية في تفضيل غيره عليه]
  المؤمنين # اشتمل على فضيلة تقصر دونها الفضائل والمناقب، وهو نومه في فراش رسول الله صلى الله عليه وآله باذلاً مهجته دونه، ومعترضاً للقتل محاماة عنه، وهذا واضح لا لبس فيه.
  وأما تقدمه # جماعتهم فيما شاركوه فيه من الفضائل: فبين، ونحن نكشف ذلك ونذكر حاله وحالهم في كل فضيلة شاكلوه فيها لينكشف لك ما ذكرناه:
  أما العلم وتقدم جماعتهم: فمما لا لبس فيه، وذلك لأنه # نقل عنه من الكلام في بيان التوحيد والعدل، ونفي التشبيه، وإيصال الأخبار في الوعد والوعيد، والأسماء والأحكام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن الكلام في الفقه وأجوبة الحوادث النازلة والمسائل الغامضة ما لم ينقل أحد منهم، ثم كانت الجماعة تحتاج إليه ولا يحتاج إليهم، ويأخذون منه ولا يأخذ منهم، هذا عبد الله بن العباس # وهو حبر هذه الأمة، حاله مشهورة في الأخذ عنه والتعلم منه، وروي عن عبد الله بن مسعود قال: (قرأت القرآن على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وأتممته على خير الناس بعده علي بن أبي طالب #)، وروي عنه | (لو عرفت من هو فوقي في القرآن لرحلت إليه ولقيته) فقيل له: (ألقيت علياً #) قال: (نعم)، فاعترف بأنه فوقه وأنه أخذ عنه، ولم ينكر على الرجل قوله ألقيت علياً #، ولم يقل ولم أحتاج إلى لقائه وليس هو فوقي.
  فأما حاجة المتولين مِن قَبْلِهِ للأمر إلى فتاويه وأجوبته في الحوادث التي كانت تحدث في أيامهم ورجوعهم إلى قوله #: فالحال في ذلك أظهر من أن يحتاج إلى تفصيلها، ولذلك قال عمر: (لا أبقاني الله لمعضلة ليس فيها ابن أبي طالب) وقال: (لولا علي لهلك عمر) وقال عند وقوع بعض النوازل (قوموا بنا فنسأل علماءنا - يعني أمير المؤمنين # -) ولولا خشية الإطالة في الكتاب لحكينا من عيون كلامه صلى الله عليه وآله في فنون العلم ما رواه أصحاب الآثار، ونقلة الأخبار.
[الرد على النواصب العثمانية في تفضيل غيره عليه]
  فأما ما حكاه بعضهم من نصرة النواصب العثمانية من إضافة أقاويل لا أصل لها: فهو من جنس إضافة الحشو إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى وآله أنه قرأ في صلاته (وإنما الغرانيق العلا، وإن شفاعتهن لترتجى) فقال المشركون: قد أقر محمد بآلهتنا، ومن جنس ما أضافوا إليه