[الدليل على سبق علي # في الإيمان]
[الدليل على سبق علي # في الإيمان]
  ولا يعترض ما ذكرنا ما أورد بعض من نصر قول بعض النواصب من ادعاء السبق إلى الإيمان لجماعة سواه #.
  لأن الذي ذهبنا إليه هو الذي دل عليه الإجماع، وتواتر النقل من أيام الصحابة والتابعين، وقد روى جماعة أهل النقل ذلك بألفاظ مختلفة، ففي بعض الأخبار «أول من أسلم من الرجال علي بن أبي طالب - ~ وآله - وأول من أسلم من النساء خديجة ^».
  وفي بعضها (بعث رسول الله صلى الله عليه وآله يوم الاثنين وأسلم علي يوم الثلاثاء).
  وفي بعضها (كان رسول الله صلى الله عليه وآله يدخل البيت فيصلي ولا يصلي معه من الرجال غير علي #، ومن النساء غير خديجة ^، ثم أسلم الناس بعد ذلك).
  ولم يزل # في خطبه ومقاماته المشهورة يكرر سبقه إلى الإيمان بالله تعالى وبرسوله صلى الله عليه وآله بحضرة جماعة الصحابة فلا ينكر ذلك منهم منكر، ولا يدفعه دافع، وما ادعي لهؤلاء بطريقة مجهولة ضعيفة، بل إنما ظهر ذلك من جهة حكاية من حكاه عن العثمانية على طريق المعارضة دون الإعتماد على رواية مشهورة وما يجري هذا المجرى، فكيف يجوز أن يعارض ما ثبت بالإجماع وتواتر فيه النقل.
  يبين صحة ما ذكرناه: أن من حكى هذا القول لم يمكنه إنكار سبقه # إلى الإيمان، وإنما رام الطعن فيه من وجه آخر، وهو قوله: إن إسلامه كان إسلام نشو وإلف، ولم يكن عن بحث وبصيرة، لأنه كان طفلاً صغير السن.
  وهذا الذي ارتكبه بهت ظاهر من وجوه كثيرة:
  منها: أن قول الرواة أول من أسلم من الرجال علي بن أبي طالب # يقتضي ظاهره أنه كان بالغاً.
  ومنها: أن إسلامه لو كان وقع على هذا الوجه لما جاز أن يمدحه رسول الله صلى الله عليهما على الوجه الذي مدحه، وأن يبين فضله على سائر الناس بذلك، وهو قوله لفاطمة @