ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[20] وقال # في غزوة دوبع في المحرم سنة 597 سبع وتسعين وخمسمائة: [الطويل/ 26]

صفحة 100 - الجزء 1

  ولم ينحرف حتى تثلم سَيْفه ... وسالت دماء كالسّيوف الرواجب

  فقرّ بِهَا الملك العقيم فَأصبَحَت ... أَوَامِرُهُ فِي شرقها والمغارب

  ومَا دَوْبَع إلا فريسَة ضيغم ... فراها بأنيابٍ له ومَخَالب

  رماها بصيد كاللّيُوث عَوَابِس ... تصُول بجُردٍ كالطّيُور السّلاهبِ⁣(⁣١)

  فحامت عليها حومةً خضعت له ... رقاب الرِّقابِ العاصيات الغوالب

  وجاء حديث المرجفين وَلَمْ تكُن ... طبَاعي أن أنسى لَدَى الرّوع صاحبي

  فنادَيتُ قحطَاناً فلبَّت لدعوتِي ... كتائبُ صِيْد تهتدي بكتائب

  إذا قيل هذي حومة الموت أرقَلوا ... إليها كإرقال الجمال المصَاعِبِ⁣(⁣٢)

  وخَفّفتُ أفراسيْ وشَمّرت مئزري ... وعُفت رضَاب الأشنباب الكواعِبِ⁣(⁣٣)

  وقلتُ السُّبَاتُ اليوم حِجْرٌ مُحَرَّم ... إلى أن أطا بالخيل أرض المحالب

  فلمَا فَصَلنَا جاء بالعِلم أنكُم ... فَصَلتُم من الأعدا بحَدّ القواضِب

  ودُسْتم بلاد الضِّد بالجُرد والقنا ... وكلِّ طويل الباع زاكي المناسِبِ

  وأُبتُم وكم من كارِهٍ لإيَابِكُم ... وراضٍ بمَا أسْلفتموه وغاضِب

  وملآن مِن ضغنٍ كوَاهُ صُعُودكم ... إلى ذَروةٍ للمكرَمات وغارِب

  بَسَطتُ لهُ فِي القول ثم جذبتُه ... وكُنْتُ امرءاً يلقى الهوانَ مُجاذبِي

  فخَرَّ على حُرِّ الجبين كأنَّهُ ... لَدِيغُ أفَاعٍ أو تَرنُّحُ شَارِبِ⁣(⁣٤)

  ولله ألطافٌ لَدَيّ خفيّةٌ ... بإدراك ثاراتي وكبْتِ مُحَارِبِي

  وكم غُمّة مِلء الجوانح حَلَّها ... وأذهبها مِن دُون صرّة حالب

  أرى النّاسَ أشباهاً ويَفْرُقُ بينهم ... تبايُنهم فِي عَزْمهِمْ والمطالب

  رُوَيدكُمَا لا بُدّ من يوم حادثٍ ... على الضّد يستَمْري شؤون النّوَادِب


(١) السلهب: الطويل، جمعه سلاهب.

(٢) الإرقال: الإسراع.

(٣) الرضاب: الريق المرشوف أو قطع الريق فِي الفم، والمشانب: الأفواه الطيبة، والكواعب: الجواري الحسان.

(٤) الترنح: تمزُّز الشراب.