ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[22] وقال (#) يذكر قصة مأرب وبيحان: [الخفيف /34]

صفحة 103 - الجزء 1

  حَسْبُه بعد أن أطَلَّ عَليهم ... رائدُ الموت مِن غُرورِ الشِّفَار

  فوهبنا لهم من المال جزءاً ... وفَرَقنا باقِيهِ فِي الأنصار

  ثم ماجت جُردُ السّوابح فِي بيـ ... ـحَان موج الغطامط التيارِ⁣(⁣١)

  وحصدنا قبل الحصاد زروعَ الـ ... ـقوم بعد الإعذارِ والإنذار

  وصَمَدْنَاهُمُ إلى حصنِ بيحَا ... نَ بعزمٍ يُحيي لَهيبَ النَّار

  فذممت الميمون والطِّرفُ ضِيقٌ ... حيث لَمْ يصطبر بقَدْر اصطبار

  مَا جزاني بصحبتي وودادي ... وثنائي عليه فِي المضمار

  لو رعى صُحبتي لمَا ردّ رأساً ... مِن مواضي السَّهام والأحجار

  وعصرناهم على الباب والحا ... صِبُ مِنهم كالوابل المدرارِ⁣(⁣٢)

  وقعَةٌ عَرّفتهم كيف كرُّ الـ ... خيل فِي المأقِطِ الكثير العِثارِ⁣(⁣٣)

  وكفى ذو الكفَايَتين وهل تُحْـ ... ـجَبُ شمس الضُّحى عَن الأبصَارِ⁣(⁣٤)

  وحُمَاةٌ مِن هاشمٍ شايعته ... بوُجُوه كدارة الأقْمَار

  وعطفنا لمأرِب وبها حِمْـ ... ـيَرُ أَهلُ الجُنُودِ والآثار

  فَأبحنا حمِاهُمُ بالمواضِي ... والمذاكي والعاسِلاَتِ الحِرَارِ⁣(⁣٥)

  وَرَعينا الزرُوعَ وَهْيَ عليهِم ... زعموا فوقَ كُلِّ خَطبٍ طَارِي

  وحصَرنَاهُمُ ثَلاَثِينَ يَومَاً ... ثُمّ أتْبَعْتُها بِعشرِ السَّرارِ⁣(⁣٦)

  وأطاعت فِي مدّة الحصرِ مِن بيحـ ... ـانَ أملاكُ كِنْدَةَ الأخيَار

  من بني مَكْرَمَانَ أهلِ المعَالي ... وولاةِ الإيرادِ والإصْدارِ⁣(⁣٧)


(١) بحر غطامط بالضم، وغَطَوْمَط وغطميط: عظيم الأمواج كثير الماء، والمصدر الغطمطة والغِطماط بالكسر.

(٢) الحاصب: ريح تحمل التراب.

(٣) المأقِط كمنزل: موضع القتال، أو المضيق في الحرب، والعثار: الهلكة، أو الشر.

(٤) ذو الكفايتين هو محمد بن إبراهيم الحمزي أحد قواد الجيوش المنصورية.

(٥) المذاكي من الخيل: التي أتى عليها بعد قروحها سنة أو سنتان، والعاسلات المراد هنا الرماح، والحرار: المراد ما يحصل من حرارة ألم حد الرمح، وقد يراد به الفرس أو الناقة السريعة إذ هي من معانيها.

(٦) السرار بالفتح: مستهل الشهر أو آخره أو وسطه.

(٧) آل مكرمان: هم رؤساء مراد بيحان، ينحدرون من نسب الأشرس بن كندة، ولهم شرف وسؤدد ومقام في مذحج، وكانوا ولاة لآل يعفر.