ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[24] وقال # وقد عاتبه أهل في شراء جارية لما طالت مدته بصعدة المحروسة: [الطويل/25]

صفحة 107 - الجزء 1

  ركبْنَا صدور السّمهريّة طُولَهُ ... إلى أن أنابَ مُخلِصاً كلُّ مُلحِد

  ويومٌ كظِلّ الرمح طَال وَلَمْ يَطُل ... بِسَبٍّ ولكن بالطعَان المجَرّد

  صَبَرنا لَهُ حتّى اضمحَلّ وَلَمْ نَقلْ ... على إثْرِه عِنْد الوداع ألا ابْعُد

  ولولا ثلاثٌ هُنّ مِن شيمة الفتى ... وجدِّك لَمْ أحفل متى قامَ عُوَّدِي⁣(⁣١)

  فمنهنّ خلط الخيل بالخيل ضحوةً ... على عَجلٍ والبيض بالبيضِ تَرْتَدِي

  ومِنهنّ نشر الدين فِي كل بلدَةٍ ... إذا لَمْ يَقُمْ بالدّيْن كل مُبَلَّدِ⁣(⁣٢)

  ومنهنّ تطهير البلاد مِن الخنا ... ورحض أدِيْم الأرض من كل مَفسِد

  بذلك أوصاني أبي وبمثله ... أُصِّي بَنِيّ أوْحَدًا بعد أوْحد

  بنيّ وديْني فَاعلموه وديْنُكُم ... ودِيْنُ جُدُودِيْ مُرْشدٍ بعد مُرشِد

  هو القول والتوحيد والعدل فَاعلموا ... وصِدْقُ الوعيد للعصيّ المخَلّد

  وحَرْبُ ولاة الجَوْرِ فِي كل بُلدَةٍ ... على سَنَنِ التَقْوى وذلك مقصَدِي

  فسيروا على إثري بنيَّ فإنني ... لَحبْتُ سَبِيْلاً لا يغيبُ لمهتَدي⁣(⁣٣)

  وَمَن أنكر البَلْوى وتفضِيْلَ ربِّكُم ... لكم بمقَامَاتِ الخلاف فقد رُديْ


(١) هذا البيت من معلقة طرفة بن العبد بن سفيان الوائلي البكري، شاعر جاهلي، من أصحاب المعلقات السبع، قتله المعكبر وهو شاب وله عشرون، وقيل: ست وعشرون سنة، وذلك لستين سنة قبل الهجرة، والأبيات من معلقته التي مطلعها:

لخولة أطلال ببرقة ثهمد ... تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد

والأبيات التي جعلها الإمام # بدلاً عنها كما يلي:

ولولا ثلاث هن من عيشة الفتى ... وجدك لم أحفل متى قام عودي

فمنهن سبقي العاذلات بشربة ... كُمَيت متى ما تُعْلِ بالماء تُزبد

وكري إذا نادى المضاف مجنباً ... كسيد الغضا نبهته المتورد

وتقصير يوم الدجن والدجن معجب ... ببهكنةٍ تحت الطراف المعمد

إلى آخر القصيدة.

(٢) المبلد: المعتوه.

(٣) اللحب: الطريق الواضح، والمعنى: رسمت لكم طريقاً واضحاً.