ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

المنامات الصالحة

صفحة 11 - الجزء 1

  قال في الحدائق: ومن تأمل هذه الصفات تحقق ما قلناه؛ لأن هذه الصفات المذكورة هي الموجودة في الغز بالمشاهدة، ولم يقم الإمام إلا بعد أن أصاب الناس البلاء الشديد في سهول الأرض وحزونها من هؤلاء الأعاجم، وقوله (ظهر القائم من أرض سبأ) لأن الإمام المنصور بالله تعالى كان خروجه من ناحية الجوف وهو يمني السكن شامي النسب؛ لأن جده أبا هاشم الحسن بن عبد الرحمن # وصل من الحجاز إلى اليمن، ثم صرح بعد ذلك باسمه، وهو عبد الله.

  ولم يعلم أن أحداً من أئمتنا $ إلى الآن على هذه الصفات، ثم ذكر ظهور الخيرات في أيامه # وذلك ظاهر ... إلخ كلامه، انتهى.

المنامات الصالحة

  وأما المنامات الصادقة، التي رآها الصالحون وتحقق وقوعها فهي كثيرة جداً، روى كثيراً منها في الدر المنثور في فضائل الإمام المنصور، نذكر منها بعضاً:

  منها: ما ذكره الشريف الفاضل سليمان بن حمزة الحسني السراجي قال: رأيت وأنا عند الفقيه الأجل سليمان بن ناصر | بالمنام أن قائلاً يقول: أبشر بقيام الإمام المنصور #، قال: ثم رأيت وأنا بالضيعات داعياً يدعو أن أجب الإمام عبد الله بن حمزة، وذلك قبل قيامه بأربع سنين، فظهرت وإذا الجيش قد ملأ المحفد من جبل الريد إلى وردان، والإمام عبد الله بن حمزة في ذلك الجيش، فناولني اللواء، وأمرني بالقتال في سبيل الله.

  ومنها: ما رآه الفقيه العلامة علي بن أحمد الأكوع قبل قيام الإمام المنصور بالله #، وهي رؤيا طويلة، ومعها رؤى أخرى غيرها تبشر بقيام الإمام، وفيها ما يحث على وجوب نصره، والتحريج في التواني عنه.

  ومنها: ما رواه الشريف الفاضل إبراهيم بن حميدان القاسمي قال: كنت شاكاً في أمر الإمام #، مخطئاً له في أفعاله، وأنا أُسر ذلك من العوام، وأظهره على من أثق به، وأنا أظن أني مصيب، فرأيت في المنام ذات ليلة شخصاً ينشد هذه الأبيات بصوت حسن:

  الحمد لله عز الدين وارتفعا ... ونصر آل رسول الله قد طلعا

  والأرض معشبة من بعد ما ملحت ... وراح عن جانبيها الظلم وانقشعا

  وذا بعبد الإله الطهر مالكنا ... العالم العلم العلامة الورعا

  فيال آل علي آل فاطمة ... يا آل هاشم يا للمسلمين معا

  أُوبوا إليه معاً من كل ناحية ... بالصَّافناتِ وخلُّوا الكبر والطمعا

  قال الشريف المذكور: فتبت إلى الله تعالى مما كنت عليه، وعلمت أني قد أخطأت، وظلمت نفسي.