ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[31] وقال # في وقعة درب شاكر: [البسيط / 44]

صفحة 115 - الجزء 1

  ونافرٍ من نَسِيْم الحقّ أهْلَكَهُ ... كمِثلِ مَا ذكرُوا فِي المِسكِ والجُعَلِ⁣(⁣١)

  نهَضتُ والعُجْم قد عمّت كتائبُهم ... وشَرُّهُم شائِعٌ فِي السَّهل والجَبَل

  والنَّاس قد مُلِئُوا سُكراً ومَا شَربوا ... خمراً فَرَبُّ الحِجَى كالشّاربِ الثَّمِلِ⁣(⁣٢)

  فخُضتُ جَمعَهُم والعُربُ شاهِدةٌ ... ولم أَلُذْ بَأبَاطِيْلٍ مِن العِلَل

  فنالتِ العُربُ مَا نالتْ فهل شَكَرتْ ... فِعْلَ امرءٍ برَهْيفِ الحَدِّ مشتمِل

  لا يطعمُ النّومَ إلا رَيثَ يبعثُه ... هَمٌّ يكادُ يُسَوّي الحزمَ بالوَحَلِ⁣(⁣٣)

  ونَاكِثٍ بَيْعَةً جهلاً بحُرمتها ... يَرُومُ صَيْدَ بُزَاةِ الطَّيْرِ بالحَجَلِ⁣(⁣٤)

  مُسْتَعْجِلٍ لأمُورٍ لا تلِيْقُ بِهِ ... وإنَّمَا خُلقَ الإنسانُ مِن عَجَل

  أصلٌ شَرِيفٌ وفرْعٌ لا يُشابِهُهُ ... يا نوح ليس مِن النّاجي فلا تسَل

  إن فَات وقَعتَها الأولى بهزمَتِهِ ... فرُبّ صَارِخةٍ تُصمي على مَهَل

  حَسْبي بنصر إلهي كُلّمَا نجمَتْ ... قرونُ ناجمةٍ مِن حادِثٍ جَلَل

  وفتيَةٍ كالمواضي مِن ذُرى حَسَنٍ ... مشفوعةٍ بكماةٍ من نَجَار عَلِي

  شمِّ الأنوف بَهَاليلٍ لَبوسُهُم ... مِن نسج داودَ مَا يغني عن الحُلل

  يَمْشُون مَشي الجمال الزُّهرِ يعصِمُهُم ... ضربٌ إذا صَار وَجهُ اليَومِ كالطفَلِ⁣(⁣٥)

  يقودهم أَسَدَا حرب إذا غضِبَا ... في يوم هيجاء ماتت عنده البُطُل

  يحيي عماد الهُدى الزّاكي طبائعه ... للطّالبين وليس الكُحْل كالكَحَلِ⁣(⁣٦)

  ومَنْ كمثل صَفِيّ الدِّيْن إن لَهُ ... عزمَاً يكادُ يُميتُ الموتَ مِن وَجَل


(١) الجعل: دويبة معروفة، والمذكور فيه أنه يموت إذا شم رائحة المسك.

(٢) الثمل محركة: السكر، ثمل كفَرِح: فهو ثَمِلٌ.

(٣) الحزم: ما غلظ وارتفع من الأرض، والوحل: الطين الرقيق ترتطم فيه الدواب.

(٤) البزاة جمع البازي: وهي ضرب من الصقور. والحجل: الذكر من القبج، الواحدة حجلة، وهي الدجاج البري.

(٥) طَفَلُ العشي محركاً: آخره عند الغروب، ومن الغداة من لدن ذور الشمس إلى استكنانها فِي الأرض، والطفل: الظلمة نفسها، وطَفَلَ: دخل فِي الطَفَل، كأطْفَل والشمس طلعت واحمرت عند الغروب.

(٦) الكُحل بالضم: المال الكثير والإثمد. والكَحَل محركة: أن يعلو منابت الأشفار سواد خلقة، أو إن تسود مواضع الكُحْل.