ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[32] وقال # في حرب الغز على ظفار في شعبان سنة (591) ه: [البسيط /61]

صفحة 118 - الجزء 1

  فهَمَت عليهم مِن سِحابِ عَدُوِّهم ... لمَا استهلّت ديمةٌ مِدرارُ

  فَاستقبلوها بالنحُور فَأقشَعَت ... عنهم وأَيْمان العَدُوّ قصارُ

  فتأخَّرُوا عنهم ولاعَن عفّةٍ ... نكَصُوا ولكن خيفةٌ وَفِرارُ

  لو أنهم لَبَثُوا لكان بَوَارُهُم ... فِي لَبثِهم وتَقَضَّتِ الأعْمَارُ

  لكِنّهُم جعلُوا الفِرَارَ وَلِيجَةً ... واللهُ ليس يَفُوتَهُ الفرَّارُ

  ظلموا بني بنت النّبِي حقوقهم ... وأعَانهُمْ فِي ذلكَ الأَشرارُ

  لله دَرّ عُصَابَةٍ زيْدِيَّةٍ ... نزل العُلى فيها وزَال العَارُ

  راياتها بيضٌ ولغوُ حديثِها ... ذكرٌ ومدحُ بني النّبي شعارُ

  لاهُمّ إنَّ الدّينَ دينُك فَاصطَبِر ... فَالحُرّ يَغضَبْ والكريمُ يَغَارُ

  ولك البها والعزُّ والكرمُ الذي ... منه البحارُ الخُضرُ والأنهارُ

  يَا ربّ كم يحصي المعدّدُ منّةً ... مِن بعضها الأشجار والأمْطَارُ

  فَافتح لنا فتحاً مبيناً عَاجلاً ... تسمو به الأسْماع والأبْصَارُ

  يحيى به الدّينُ الحنيفُ ويُنعش الشْـ ... ـشَرعُ الشريفُ وتَملِكُ الأخيارُ

  فَالناس فِي ظلم الضّلالة والعَمى ... لمَا قَلَوا سُبُلَ الهدَاية حارُوا

  قد طبّق الجهلُ العَقيمُ عقولَهُم ... وعَراهم عن هجرِهِ استكبارُ

  لَهُمُ شيوخٌ حُمِّلوا أوزَارَهم ... إن ضوعِفَت لمضَلّلٍ أَوْزارُ

  مِن كُلّ فَدْمٍ فِي النَّديِّ كأنَّهُ ... عجلٌ له بين الجميع خوارُ⁣(⁣١)

  لم يحفظوا فينا وَصَاةَ مُحَمّدٍ ... صَلّى عليه الواحد الغَفَارُ⁣(⁣٢)

  هَوِّن عليك فكلُّ خطبٍ هيِّنٌ ... إن لَمْ تُصِبْك لدى الحسابِ النّارُ

  أبلغ سراةَ بني عليّ كلِّها ... إن أنْجَدَت أوطانُهُم أو غارُوا


(١) الفَدْمُ: العييِّ عن الكلام فِي ثِقَل ورخاوة وقلة فهم، والغليظ الأحمق الجافي وجمعه فدام. النَّدِيّ: كغَنِيّ مجلس القوم نهاراً، أو المجلس مَا داموا مجتمعين فيه، والنِّداء بكسر النون: الصوت. والخوار بضم الخاء: من صوت البقر والغنم والظباء والسهام، قال تعالى {فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ}.

(٢) فِي السيرة المنصورية هذا البيت غير موجود وبدلاً منه قوله:

يَحْتَاطُ فِي غَسْلِ الغُبَارِ وَعِنْدَهُ ... رَفْضُ الأَئِمةِ شُهْدُهُ المُشْتَارُ