[32] وقال # في حرب الغز على ظفار في شعبان سنة (591) ه: [البسيط /61]
  وعَصَائباً مَيْمُونةً زَيْدَيَّةً ... نقَضَت عقود نظامها الأمصارُ(١)
  أنَّ العَدُوّ مشمِّرٌ عَن ساقِهِ ... ليخوض لُجّاً غُمْرُهُ تَيَّارُ
  فَاستَشْعِرُوا الصَّبْر الجميل وأجّجُوا ... ناراً لَهَا بيض السيوف شَرَارُ
  وَصِلُوا السّيُوف إذا قصرن بِخَطْوِكُمْ ... والخيلُ تَعثُرُ والوشِيجُ كِسَارُ
  وادعُوا بني قحطان أنصَارَ الهُدى ... ونِزارَ تُقْبِلُ يعرُبٌ ونِزارُ(٢)
  فَالعُجمُ للحَيّيْن غنمٌ بارِدٌ ... إن أقبلوا وتَمَحصَت أسرارُ
  مَا أنتِ يا قحطانُ مِن قحطانَ إِنْ ... لَم تَغضَبِي كَرَمَاً وتُحْمَى الدّارُ
  كلَّا ولا عدنانُ مِنْ عدنَانَ إن ... خضَعَت وقارَنَهَا الغَدَاةَ فرارُ
  صَبْراً فليس القومُ أكفَاءً لَكُمْ ... قَطْعَاً وقد نَطَقَتْ بِهِ الأخبَارُ
  أفليسَ أملَاكُ التَّبَابُعِ دَوَّخُوْا ... أرضَ الأعَاجمِ عنوةً وأبَارُوا(٣)
  وملوكُ عدنانٍ قَفَوا آثارَهُمْ ... ولَهُمْ بكل بَسيطةٍ آثارُ
  مَلكُوا سمَرقَنْدَ وإفريقيّةً ... وسَمَا لَهُنّ على الخليج غُبَارُ(٤)
(١) أي فرقتهم البلدان والأمصار بعد اجتماعهم حيث تنقلوا فيها لأسباب متنوعة ومختلفة.
(٢) يعرب بن قحطان، الجد الجامع لقبائل عرب الجنوب، وقيل هو أول من تكلم بالعربية. ونِزار ككتاب بن معد بن عدنان.
(٣) فِي النسخ (التتابع) ولعلها (التبَابع) كمَا فِي السيرة المنصورية. وهو لقب لملوك حمير، وهم ملوك اليمن، ولا يسمى تبع إلا إذا حكم سبأ وحمير وحضرموت، ويسمى تبع لكثرة أتباعه.
(٤) سمرقند - بفتح أوله وثانيه -، ويقال لها بالعربية سمران: بلد معروف مشهور، قيل إنه من أبنية ذي القرنين بما وراء النهر، وقيل: بل بناها شمر أبو كرب، قال الحموي في معجم البلدان (٣/ ٢٤٧/ حرف السين): ذكر المفجع في كتاب المنقذ من الإيمان في أخبار ملوك اليمن قال: لما مات ناشر ينعم الملك قام بالملك من بعده شمر بن افريقيس بن أبرهة، فجمع جنوده وسار في خمسمائة ألف رجل حتى ورد العراق، فأعطاه يشتاسف الطاعة وعلم أن لا طاقة له به لكثرة جنوده، وشدة صولته، فسار من العراق لا يصده صاد إلى بلاد الصين، فلما صار بالصغد اجتمع أهل تلك البلاد وتحصنوا منه بمدينة سمرقند فأحاط بمن فيها من كل وجه حتى استنزلهم بغير أمان، فقتل منهم مقتلة عظيمة، وأمر بالمدينة فهدمت فسميت شمركند - أي شمر هدمها - فعربتها العرب فقالت سمرقند.
وأما إفريقية: فقال الحموي في معجم البلدان (١/ ٢٢٩/حرف الهمزة): إفريقية بكسر الهمزة: وهو اسم لبلاد واسعة، ومملكة كبيرة، قبالة جزيرة صقلية، وينتهي آخرها إلى قبالة جزيرة الأندلس، والجزيرتان في شماليها، فصقلية منحرفة إلى الشرق والأندلس منحرفة عنها إلى جهة المغرب، وسميت إفريقية: بإفريقيس بن أبرهة بن الرائش.
وقال أبو المنذر هشام بن محمد: هو إفريقيس بن صيفي بن سبأ بن يشجب بن يعرب ابن قحطان، وهو الذي اختطها، وذكروا أنه لما غزا المغرب انتهى إلى موضع واسع رحيب، كثير الماء فأمر أن تبنى هناك مدينة، فبنيت وسماها إفريقية، اشتق اسمها من اسمه، ثم نقل إليها الناس، ثم نسبت تلك الولاية بأسرها إلى هذه المدينة، ثم انصرف إلى اليمن.
=