[34] وقال # لما غزا الأمير علم الدين سليمان بن موسى الحضن بحجور سنة (601) ه إحدى وستمائه: [الطويل /36]
  ومِمَّا دَهَاهَا أنَّهَا فِي شواهِقٍ ... ولم تَدرْ أنَّ البَرْقَ حَتْفُ الشَواهِق
  رَمَاهَا ابنُ مُوْسَى الأريَحِيُّ بعزمَةٍ ... أَشَدَّ مَضاءً مِن قصُوف الصّواعِقِ(١)
  وَسَارَ إليها وَهْي فِي عجرفِيّةٍ ... تظنّ وعِيْداً مِنْهُ لَيْسَ بِصَادِقِ(٢)
  فخَاضَ إليها اللّيلَ غَضبَانَ رَاضِيَاً ... ضَروبٌ بشطر السَّيف شطْرَ المفَارِقِ(٣)
  فمَا شَعْرتْ والأمرُ بَادٍ ورُبَّمَا ... غَشَا طَارِقٌ بالجيش أَبناءَ طَارِق
  إلى أن أتتهَا رِيحُ عَادٍ فَأصْبَحَتْ ... يُشَبِّهُهَا الرَّائِي جُذُوعَ البَوَاسِق
  وقَامَ شُجَاعُ الدِّيْن فيها بقَوْمِهِ ... مَقَامَ أبِي شِبلَينِ حَامِي الحقائِقِ(٤)
  من الكُرْدِ لَمْ تَخضَعْ لِطاغٍ وإن عَلاَ ... وَلَم تَنخَدِعْ مِنه بِقولِ المُمَاذِقِ(٥)
  فلا يَطْمَعَنْ أَهْلُ الجبالِ فََإنَّهَا ... على عَزْمَهِ تَحكِي بُطُونَ السَّمَالِقِ(٦)
  ومَن كَان فِي أَعْلا سَمَاوَةِ حَالِقٍ ... فقد صَابَهُ مِنه الإلهِ بِحَالِقِ(٧)
  له رَأيُ سَادَاتِ الشّيُوخِ وإنَّهُ ... لَصَافِي أديمَ الوجهِ مَحضُ الخَلائِق
  رَفِيقِيَ فِي بَابَيْ ذمَار وسِنُّهُ ... عَلى عُظْمِ ذَاكَ الهَوْلِ سِنُّ المُرَاهِقِ(٨)
  ومَنْ لَمْ يُسَوَّد فِي حَداثة سِنِّهِ ... فليس لِسَادَات ِالرّجَال بِلاحِق
  وقبل مَصيرِ الشِّبلِ لَيْثاً وفَرسُهُ ... هُوَ اللّيث عَادٍ عند أَهْل الحقائقِ(٩)
  فلِلَّهِ عَيْنا مَن رآهَا طوَالِعَاً ... جبالَ حَبُوْرٍ طُمَّحَاً كالبَوَاشِقِ(١٠)
(١) ابن موسى هو علم الدين سليمان بن موسى الحمزي أحد قواد الإمام المنصور بالله # فِي المعارك.
(٢) العجرفة والعجرفية: الجفوة فِي الكلام والخرق فِي العمل والسرعة فِي المشي.
(٣) من هذا البيت وما بعده موجود فيما لدينا من النسخة الأصلية. و (شطر المفارق) في الأصلية، ومعناه واضح، وفي بقية النسخ (شكر)، والشُكُر جمع شكير: وهو ما ولي الوجه والقفا من الشعر.
(٤) أبو الشبلين المراد به الأسد، والشبل: ولد الأسد إذا أدرك الصيد، والجمع أشبال وشبول.
(٥) المماذق: غير المخلص.
(٦) تحكي أي تشابه، السمالق: جمع سملق وهي الأرض الصفصف المستوية الجرداء التي لا شجر فيها، يعني مع الحزم والجد تكون الجبال المرتفعة كالأرض المستوية لا تنفع أهلها ولا تحصنهم.
(٧) فِي البيت جناس تام: الحالق الأول المراد به: الجبل المرتفع. والحالق الثإني المراد به: داء يصيب الحلق.
(٨) المراهق: الغلام المقارب للحلم، والمراد أن شجاع الدين سليمان بن موسى كان رفيق الإمام # حينما فتح ذمار وكان سنه سن المراهق.
(٩) الشبل: ولد الأسد إذا أدرك الصيد، جمعه: أشبال وأشبل وشبول وشبال. تمت قاموس.
(١٠) الطامح: كل مرتفع مفرط فِي تكبر. والبواشق: جمع باشق وهو العاجز عن الطيران فِي المطر، أو لعجزه عن الصيد فانه ينفر ولا يصيد.