ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[37] وقال صلوات الله وسلامه عليه في أيام عجيب [يذكر ما شاده من العز والفخر للقبائل التي قامت بنصره]: [الطويل /18]

صفحة 127 - الجزء 1

  وكافِرٍ جَاهلٍ تَرتِيْبَ خِلقَتِهِ ... وأنَّ مَبْدأ خَلقِ المرءِ من طِين

  فَلَا حَملتُ حُسامِي صَارِمَاً قُدُمَاً ... فِي كُبَّةِ الخيلِ والآجَالُ تَحمِيْنِي⁣(⁣١)

  فكم فتىً صَدّ عَنِّي إذْ ذُكِرتُ لَهُ ... وقال رَأيُ شُيُوخِي عَنهُ يُغنِينِي

  ونَاكِثٍ بَعدَ أَيْمَانٍ مُؤَكَّدَةٍ ... بِشُبهَةٍ لَمْ تُؤَيَّدْ بالبَرَاهِين

  وخَابِطٍ خَبْطَ عَشْوَى ظلَّ سَائقُهَا ... عَنهَا فَضَلَّت فلم تَأذَن لِتأذِيْنِي

  فَوَيلَهُم يَومَ يُدعَى للحِسَابِ غَدَاً ... أَهلُ الخِطَابِ ويُؤتَى بالموَازِيْن

  ميزَانَ قِسْطٍ فَلَو ألقيتَ مُعتَبِرَاً ... عَينَ البَعُوضَةِ بَانَت أيَّ تَبِيين

  واللهُ أَعْلمُ مَا تُخفِي ضَمَائِرُهُم ... عَنِّي ويَعلمُ أيضاً كُنْه مَكنُوني

  وجَدُّنَا الخَصمُ والأمَلاَكُ شَاهِدَةٌ ... مَا بَيننَا ورُسُومُ الحَقِّ تُعلِينِي

  وذلك الحوض رَجَّافٌ بِسَلْسَلِهِ ... يَسقِي بِهِ الطُّهْرُ أتبَاعِي ويَسقِينِي⁣(⁣٢)

  وكُلُّ مَن صَدَّ عَنَّا بعد دَعوَتِنَا ... فإنَّ مَكنُونَهُ فِي قَعْرِ سَجِّين

  هِبُّوا أَأَنتُم نِيامٌ إنَّهَا نِعَمٌ ... ونِقْمَةٌ لِأُناَسٍ لَمْ يُلَبُّوْنِيْ

  طَوَائِفٌ صَدَفَت عَنِّي فَقُلتُ لَهَا ... عَليكِ دِينَكِ إنِّي تَابِعٌ دِيْنِي

  أَلَمْ أقُمْ ورُسُومُ الحَقِّ طَامِسَةٌ ... والنَّاسُ غَاشُونَ فِي ظُلمٍ أَفَانِين

  وهِجْرَةُ الطُّهرِ يَحْيَى بنِ الحُسَينِ بِهَا ... مِنَ الفَوَاحِش ضِعفَا مَا بِحَبْرُونِ⁣(⁣٣)

  وكُلُّ أرضٍ بِهَا لِلفِسقِ مَأثُرَةٌ ... مَشهُورَةٌ عِندَهُم بالخُرَّدِ العِين

  فَزَالَ ذلَكَ عن كُلِّ البلادِ بِلُطْـ ... ـفِ اللهِ رَبّي وتَشدِيْدِي وتَليِينِي

[٣٧] وقال صلوات الله وسلامه عليه في أيام عجيب [يذكر ما شاده من العز والفخر للقبائل التي قامت بنصره]: [الطويل /١٨]

  بَنَيْتُ لِصَاعٍ إذْ نَهَضْتُ وصَائِدٍ ... ومُرهِبَةٍ مَجدَاً مُنِيفَاً مُشَهَّرَا⁣(⁣٤)


(١) الكَبَّةُ، بالفتح ويُضَمُّ: الدَّفْعَةُ في القِتالِ والجَرْيِ، والحَمْلَةُ في الحَرْبِ، والزِّحامُ، وإفْلاتُ الخَيْلِ.

(٢) رجَّاف كشدَّاد: البحر لإضطرابه وكثرة تحركه. السلسل: الماء العذب أو البارد. ومعنى رجاف بسلسه: يعني كثير الحركة وشديد الإضطراب بمائه كالبحر.

(٣) حَبْرُون: قرية بالقرب من بيت المقدس.

(٤) صاع: أي بني صاع، وقد تقدم ذكرهم في معركة عجيب.

وصائد: قبيلة من قبائل حاشد، وهم أهل مدينة حجة في جبل الظهرين.

=