ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

علمه وفضله ومكانته بين علماء عصره #

صفحة 13 - الجزء 1

  خلاف بين أهل العلم، وقد أجمع على ذلك كبار العترة كالأميرين الأجلين الداعيين إلى الله سبحانه شمس الدين وبدره يحيى ومحمد ابني أحمد بن يحيى بن يحيى بن الهادي $، والأمير الأجل محمد بن فليتة بن القاسم، والأمير الأجل السيد يحيى بن علي بن فليتة السليماني.

  ثم ذكر جماعة ممن سلموا واعترفوا للإمام المنصور بالله:

  منهم الأمير العفيف محمد بن المفضل، وأبو الفتح بن محمد العلوي العباسي، وغيرهم من العلماء والفقهاء والمسلمين الذين اعترفوا بفضله ونطقوا بإمامته وأظهروا اعتقاد ذلك.

  وأجوبته على المسائل الواردة عليه تبين بلوغه الذروة العليا في العلوم، فلم يبقَ فن إلا طار فيه أرجائه، وسبح في أثنائه.

  قال في الدر المنثور: وأما علمه #: فإنه لما بلغ الرتبة العالية، والمنزلة السنية، وانتشر ذكره عند الخاص والعام، واشتهر بالعلم وعرف مكانه، كاتبه العلماء والفقهاء، وشاعره الفصحاء والبلغاء، فأجاب كل سائل، وصنف التصانيف في علم الكلام وأصول الفقه وفروعه، منها ما صنفه أيام درسه قبل بلوغ عشرين سنة من مولده، ومنها ما صنفه بعد ذلك، ثم عدد بعض مؤلفات الإمام # إلى قوله:

  ومن ذلك أيضاً: ما وقع من الإمتحان الشديد له قبل قيامه بأمر الإمامة من جماعة العلماء والأمراء في كل فن، وتعدادهم وذكر أسمائهم مذكور في السيرة، حتى أن الذي اختص بالسؤال في ذلك المقام من الشيخ العالم محيي الدين محمد بن أحمد النجراني | خمسة آلاف مسألة في الأصول والفروع وعلوم القرآن والأخبار، فدع ما سواه، وأجابه الإمام # عن جميع ذلك بأحسن جواب، فلما رأى الجميع ما بهرهم من أجوبته لهم عما سألوا عنه في الليل والنهار، وأحصوا أنه يحفظ من الأحاديث المسندة إلى النبي ÷ سبعة آلاف حديث، وحسبوا جميع مسموعاته في وقت قيامه وأحصوا منها إحدى عشر ألف خبر، وأما التي إلى وقت وفاته # فلعلها تبلغ خمسين ألفاً، وأما ما يرويه إجازة فلعلها خمسين ألفاً أخرى.

  قال في السيرة: وله مع ذلك حفظ القصص المتقدمة، والسير ومغازي النبي عليه الصلاة والسلام وآله وحروبه وفتوحه وسيرته، ومعرفة أصحابه وأنسابهم وقصصهم وأخبارهم، وسيرة الخلفاء بعده وأخبارهم والتابعين وروايتهم عن النبي ÷ ما يجل ويعظم.