[38] وقال # في وقعته بالغز بصعدة سنة (601) ه إحدى وستمائة: [الكامل/55]
  يَشكُو الكَهَامُ بِهِ العِظَامَ كمَا اشتكَتْ ... صُمُّ العِظَامِ بِهِ من الصّمصَامِ(١)
  ويضل عَرْقُ السَّمهَرِيِّ كَأنَّهُ ... فِي أذرُعِ النُّجَبَا هَشيمُ ثُمَامِ(٢)
  وتَرَى الجيَادَ إلى الجِيَادِ مُشِيِحَةً ... تَشكُو الأسِنَّةَ والنُّحُورُ دَوَامِي(٣)
  الأمرُ للهِ المُهيمِنِ وَحْدَهُ ... يَمحُو وَيُثبِتُ مَا يشا بِتَمَام
  إن شَاءَ مَلَّكَنِي جِبَالَ نَفُوسَةٍ ... فَالقَيْرَوَانِ فَأذرُعَاتِ الشَّامِ(٤)
  والشّرْق حتى تستمر أوامِري ... فيه وراء النهر سَير العَام
  وإذا أَرَادَ طَوَى حِبَالَ إرادَتِي ... وأذَاقَنِي فِي الحَالِ كَأسَ حِمام
  لَا نَومَ لِي حَتَّى تَزُورَ فَوارِسِي ... بَغدَادَ فِي جَيشٍ أَجَشَّ لُهَام
  تبغِي بِهِ ثَأرَاً لِآلِ مُحَمَّدٍ ... مِن آلِ عَبَّاسٍ بَنِي الأعمَام
  بأكارِمٍ شُمِّ الأُنُوفِ أفَاضِلٍ ... صَبَرُوا غَدَاةَ الكَرِّ والإقدَامِ(٥)
  بِيضٍ إلَى سَلَفَي عَلِيٍّ تَنتَمِيْ ... أَكرِمْ بِمُنتَمِياتِهَا والنَّامِي
  قَومٌ هُمُ ورَثُوا الكِتَابَ وفُهِّمُوا ... تَأوِيلَهُ وفَوَاصِلَ الأحْكَام
  ولَهُم بِحَامِيْمَ المُعَظَّمِ آيَةً ... قَالَت لَهُمْ حُوزُوا الوَلَا بِسَلاَم
  مَن قَامَ مِنهُمْ قَامَ عَن مَندُوحَةٍ ... فِي العِلمِ والشَّرَفِ الرَّفِيعِ السَّامِي
  وإذا تَشَاجَرَتِ الكُمَاةُ رَأيتَهُ ... بِالمَشرَفِيِّ يَسُوقُ كُلَّ هُمَام
  وإذا تَمَكَّنَ فِي النَّدِيِّ مُحَدِّثَاً ... أَزرَى بِرَائِقِ لُؤْلُؤِ النَّظَّامِ(٦)
(١) كهام كسحاب: الكليل العي البطيء المسن الذي لا غناء عنده، وفي تكرار لفظ العظام في البيت جناس تام، معناه في الشطر الأول: سادات الرجال، بمعنى أن الرجل العي يشكو من السادات، ومعناه في الشطر الثاني: العظام المغطاة باللحم في جسم الإنسان، والمراد أن العظام تشكو من الصمصام وهو السيف الحاد.
(٢) العرق: أصل الشيء، والسمهري: الرماح الصلبة، والهشيمُ: نَبْتٌ يابسٌ مُتَكَسِّرٌ، أو يابسُ كلِّ كَلأٍ وكلِّ شجرٍ، والثمام كغراب: نبت سريع اليبس.
(٣) المشيح: المقبل عليك، المانع لما وراء ظهره.
(٤) جبال نفوسة: بالمغرب، والقيروان: بالمغرب أيضاً، وأذرعات الشام بلد معروفة بها.
(٥) في (ع) و (ب) و (م) صبر، وما في الأصل من الأصلية.
(٦) الندي: المكان الذي يجتمع فيه الناس.