[38] وقال # في وقعته بالغز بصعدة سنة (601) ه إحدى وستمائة: [الكامل/55]
  يُقرِي إذَا غَلَبَ القُتَارُ على الكِبَا ... وتَوَاضَعَ الدَّارِيُّ لِلَّحَّامِ(١)
  ويَصُومُ أَيَّامَ المَصِيفِ تَوَاضُعَاً ... لِإلاَهِهِ والجَوُّ أحْمَرُ حَامِي
  ويقومُ فِي لَيلِ الشِّتَاءِ كَأنَّمَا ... طَعْمُ المَنامِ عَلَيهِ فرجُ حَرَام
  يُحيِيِ مَآثِرَ أحْمَدٍ وَوَصِيِّهِ ... ويُقِيمُ رَبْعَ الأصيدِ القَمقَامِ(٢)
  هَذِي الخِلاَفَةُ لَا خِلاَفَةَ مُعتَدٍ ... لِسَمَاعِ مُلهِيَةٍ وشُربِ مَدَام
  يُمسِي ويُصبِحُ لَا يُقِيمُ فَرِيضَةً ... ويَغُولُ قَبلَ تَبَلُّجِ الإظلاَمِ(٣)
  هَاتِي شَرَابَ الجَاشِرِيَّةِ وامزُجِي ... صِرفَ الصَّبُوحِ لَنَا بِمَاءِ غَمَامِ(٤)
  أفعَالُ كِسْرَى فِي القَدِيمِ وقَيصَرٍ ... أضحَى شِعَارَ أئمَّةِ الإسْلاَم
  أَفَكُتِّمَتْ آثَارُ أحْمَدَ عِندَكُم ... فجهِلتُمُ يَا مَعْشَرَ العُلاَم
  قُومُوا بِطَاعَتِنَا جَمِيعَاً وانصُرُوا ... فَالقَوسُ قَدْ ثَبَتَتْ بِكَفِّ الرَّامِي
  وبَدَا مِنَ الآياتِ فِي أيّامِنَا ... مَا لَمْ يكن فيمَا مَضَى لإِمَام
  لِضلاَلِ هَذَا النَّاسِ لَيسَ لِأنَّنَا ... أَعْلَا مِن الاَبَاءِ والأعمَام
  وأكَارِمٌ فِي الله قد نَصَرُوهُم ... مِثْلُ الليُوثِ غَدَاةَ كُلِّ صِدَام
  [يَتفَاخَرُونَ بِلَذَّةٍ فِي مَطعَمٍ ... أو َصوتِ مُسمِعَةٍ وكَأسِ مَدَام
  ومَجَالِسٍ مَعقُودَة مَا زُيِّنَتْ ... إلا بِمَحضَرِ قَينَةٍ وغُلاَم
  هَذِي نِهَايَةُ بُعدِهِمْ يَا بُعدَهُمْ ... من هَمِّ مُجتَهِدٍ أَغَرَّ هُمَام
  ثُبُطِ العزيمة فِي مصالحِ أمَّةٍ ... غُفْل القلوب عن الصَّلاَحِ نِيَام
  يَرَعىَ سَوَامَهُمُ ويَحفَظُ سَرحَهُمْ ... أَبَدَاً ويَحْمِي دُونَهُم ويُحَامِي
  ويَعولُ عَائِلَهُم ويَكفُلُ عَنهُمُ ... ضعَفَا أرامِلِهم مَعَ الأيتَام
  لَا زَالَ كَهفَاً للطَّرِيدِ ومَلجَأً ... للخائفين حَوَادِثَ الأيام
(١) القُتار: كهُمام القدر والشِّواء، والكبا: كهُدى جمع كُبْوَة بالضم وهي المجمرة، والداري: الصيد، والدريئة: مَا استتر من الصيد، واللحام: قاطع اللحم أو الجزار.
(٢) الريع: الدار، والأصيد: الفِناء، والقمقام: السيد أو العدد الكثير.
(٣) الغول: السكر.
(٤) الجاشرية: شرب يكون مع الصبح، أو لا يكون إلا من البأن الإبل. والصبوح: الناقة المحلوبة بالغداة.