ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[40] وقال # وقد وقع من نهم بعض خلل: [الطويل/38]

صفحة 133 - الجزء 1

  فَخَرْتُمْ بِمُلكٍ لكم زَائِلٍ ... يُقَصِّرُ عن مُلكِنَا الأدْوَم

  ولا بُدَّ للمُلكِ من رَجعَةٍ ... إلَى سَالِكِ المنهَجِ الأقوَم

  إلَى النَّفِرِ الشُمِّ أهلِ الكِسَا ... ومَن طلبَ الحَقَّ لَمْ يَظلِم

  يُغَشُونَ بالنُّورِ أقطَارَهَا ... وتَنْسَلُّ عن ثَوبِهَا الأسحَمِ⁣(⁣١)

[٤٠] وقال # وقد وقع من نِهْم بعض خلل: [الطويل/٣٨]

  يا نِهْمُ ليسَ الحَربُ يَقوَى لِحَملِهَا ... فَتَىً يَمتَرِي مِن نَابِهِ دِرَّةَ العَصَلْ⁣(⁣٢)

  أَلَمْ يَأتِكُم أنَّ المُلوكَ وإن طَغَت ... مَمَالِكُهُم يَمشُونَ مِنِّي عَلَى وَجَلْ

  جَهلتُم وكَانَ الجَهلُ فِيكُم سَجيَّةً ... فحاوَلتُمُ نَطحَ الرِّيُودِ مِن الجَبَلْ⁣(⁣٣)

  رُوَيدَكُمُ فَالطَّيْشُ لا يَسْتَفِزُّنَا ... ولا العَجَلُ المُخطي الصَّوَابَ ولا المَلَلْ

  فكم مَلِكٍ قد أنزلتْهُ سُيُوفُنَا ... عَلَى حُكمِنَا فَانقَادَ لِلأمرِ وامتَثَلْ

  أمَا والذي طَافَ الحجيجُ بِبَيتِهِ ... عَصائبَ شُعثَاً بَينَ مَاشٍ وذِي رَمَلْ

  لئن لَمْ يَقُمْ لِي أمرُكُم لأُقَوِّمَن ... إليكُم صُدُورَ المَشرَفِيَّةِ والأسَلْ

  وتَأتِيكُمُ يَا نِهمُ فِي عُقرِ دَارِكُمْ ... كَتَائِبُ فِي أعيَانِ فُرسَانِهَا قَبَلْ⁣(⁣٤)

  بِهَا كُلُّ جَحجَاحٍ كَرِيمٍ نَجَارُهُ ... طَلِيقُ المُحَيَّا غَيرُ نِكسٍ ولا وَكَلْ

  مِن الصِّيْد مِن فرعَي عليٍّ وهَاشِمٍ ... إذَا رَكبُوا كَانَ العدو لَهُم نَفَلْ

  ومن حَيِّ عدنانٍ وقحطَانَ فِتيَةٌ ... بَهَالِيلُ طعّانُونَ فِي سَاعَةِ الوَهَلْ

  ألَمْ يَنهَكُم مِمَّا فعلتُم مُجَرِّبٌ ... يُبَاعَدَكم عن سَورةِ البَغي والزَّلَلْ

  لعُمرِي لقد شَادَ ابنُ جَحَّافَ مفخرَاً ... سَمَا فَوقَ أبراجِ المَجَرَّةِ والحَمَلْ

  دَعَاه إلَى خَلعِ الوَلاَءِ مُغَرِّرٌ ... فخالَفَهُ إذ كَانَ فِي رَأيِةِ الخَطَلْ

  وأمسكَ بالحبلِ المتِينِ ومَن يُرِدْ ... سَبيلَا سِوى سُبلِ الرَّشادِ فلا وَألْ⁣(⁣٥)


(١) الأسحم: الأسود.

(٢) العصل: شجر الحمض.

(٣) الريود: جمع رَيْد: الحرف الناتئ من الجبل.

(٤) القبل في العَيْنِ: إِقبالُ السَّوادِ على الأنْفِ، أَو مِثلُ الحَوَلِ، أَو أحْسَنُ منه، أَو إقْبالُ إِحْدى الحَدَقَتَيْنِ على الأخْرَى، أَو إقْبالُها على عُرْضِ الأنْفِ، أَو على المَحْجِرِ، أَو على الحاجِبِ، أَو إقْبالُ نَظَرِ كلٍّ من العَيْنَيْنِ على صاحِبَتِها.

(٥) في (م) و (ع) و (ب) فقد وأل، ووأل بمعنى هلك وَلَمْ ينجُ.