ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[40] وقال # وقد وقع من نهم بعض خلل: [الطويل/38]

صفحة 134 - الجزء 1

  وقَالَ بِمَا قُلنَا ودَانَ بِدينِنَا ... وأيَّدَ منه القولَ فِي ذَاكَ بالعَمَلْ

  ونَحنُ أُنَاسٌ عَلَّمتنَا جُدُودُنَا ... إذَا حَمِيتَ نَارُ الوَغَى الضَّربَ فِي القُلَلْ

  إذَا الحربُ أبدَتْ نَاجِذَيهَا وأبرَقَتْ ... وجُرِّدتِ البيضُ الصَّوَارِمُ كَالشُّعَلْ

  وصَارَ الفَتَى يَدعُو أخَاهُ فَلم يُجَبْ ... وبينهمَا قَابُ الدُّرَينِي فِي المَثَلْ

  عَطونَا بِسُمْرٍ من رِمَاحٍ رُدَينَةٍ ... طِوَالٍ بِأيدٍ لَا يَلُمُ بِهَا الفَشَلْ

  ونَضرِبُ بالبيضِ الجِفَافِ ونَعتَزِي⁣(⁣١) ... إذَا صَارَ طَعمَ المَوتِ أحلَى مِنَ العَسَلْ

  ونُنكِرُ يَومَ الرَّوعِ أجيادَ خَيلِنَا ... مِنَ الطّعْنِ حَتَّى فِي المَحَاجِرِ والمُقَلْ

  ونَلوِي على أُخرَى الخميس جيادَنَا ... إذا هَابَ رُعْبَاً كُلُّ ضَرغَامَةٍ بَطَلْ⁣(⁣٢)

  ونَرمِي بِهَامَاتِ الجيادِ أمَامَهُ ... إذَا صَارَ وَجهُ اليوم أَصفَرَ كالطَّفَلْ

  وأَعْجَبُ مِن نِهْم دُعَاةُ مُطَّرِّفٍ ... فقد ضَلَّ مَن يُعْزَى إليهِ وقد أَضَلّْ

  هُمُ جَحدُوا القُرآنَ كُفْراً مُصَرَّحَاً ... وقالوا جِهَارَاً مَا أتأنا ولا نَزَلْ⁣(⁣٣)

  وعندهم أن الحوادِثَ هَذِهِ ... مُكَوَّنةٌ مِن مُوْجِبَات مِن العِلَلْ

  وقالُوا رَسولُ الله صَيَّرَ نَفْسَهُ ... نَبِيئاً وَلَمْ يَخصُصْهُ عَزَّ بِهَا وَجَلّْ

  ولم يُنَزِلِ الغَيْثَ المُغِيْثَ إلاهُنَا ... ويُحيي بِهِ من شَاءَ فِي السَّهلِ والجَبَلْ

  وكُفرُهُمُ كُفرٌ صَرِيحٌ وإنَّنِي ... سَأرحَضُهُ بالرُّمحِ والصَّارِمِ الأَفَلْ⁣(⁣٤)

  إذا جَاءَ مُنشِي الجَارِيَاتِ بِلُطفِهِ ... عَلَى المَاءِ تَقدِيرَاً عَجِيبَاً لِمَنْ عَقَلْ

  فلَا لَومَ فِي إطعَامِهِم ذُبُلَ القَنَا ... وكُلُّ مَقَالٍ دَونَ كُفرِهِمُ جَلَلْ

  فيَا عَاذِلِي فِيهِم جَهِلتَ مقَالَهُم ... فَبَالَغتَ فِي ذِكرِ المَلاَمَةِ والعَذَلْ

  ألا رُبَّ مَغرُورٍ بِظَاهِرِ أمرِهِمْ ... أضافُوهُ بالمَكرِ الخَفِيِّ إلَى هُبَلْ

  يَقُولُونَ إنَّ اللهَ أغفلَ خَلْقَهُ ... وصَيّرَهُ لَا دَرَّ دَرُّهُمُ هَمَلْ⁣(⁣٥)


(١) الجفاف بالكسر أو الضم: العدد الكثير.

(٢) في النسخة الأصلية: هام.

(٣) حكى القاضي العلامة فِي كتابه (التمييز بين الإسلام ومذهب المطرفية الطغام) عن مطرف بن شهاب أنه سئل عن القران فقال: (ما إلينا نزل، ولا بنا اتصل، ولكنه تلي شيء وبطل).

(٤) الرحض: هو الغسل والتطهير. وسيف فليل ومفلول وأفَلُّ ومنفلُّ: منثلم.

(٥) لا درَّ دَرُّهُ: لا زكا عمله، ولا كثر خيره. والهمَل: السُّدى المتروك ليلاً ونهاراً، بلا ثواب ولا عقاب.