ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[41] وقال # في غزة المهجم وتغنم أمواله في ذي الحجة سنة (604) ه ستمائة وأربع: [الكامل/50]

صفحة 135 - الجزء 1

  وهَمُّهُمُ هَمُّ الغُرَابِ لِبطنِهِ ... إذا صَارَ شَبْعَاً من حَشِي مَيتَةٍ حَجَلْ

  يَلُوكُونَ أعرَاضَ الأئِمَّةِ جَهرَةً ... ويعزُونَ أَتبَاعَ الهُدَاةِ إلَى الزَّلَلْ

  فَهُمْ مِثلُ خَاصِي العِيرِ مَا حَازَ مَفخَرَاً ... ورَاحَ بِوَجِهٍ لا يُصِبْ أرضَهُ بَلَلْ

  فَإنْ لَمْ أَزُرْهُمْ كالجِبَالِ كَتَائِبَاً ... فَلَا ضَربَتْ كَفِي الكَمِي عَلَى مَهَلْ

  [٤١] وقال # فِي غزة المهجم⁣(⁣١) وتغنم أمواله فِي ذي الحَجَّة سنة (٦٠٤) هـ ستمائة وأربع: [الكامل/٥٠]

  لَا مَا فَوارِسُ رَحْرَحَانٍ فَاعلَمِي ... تُبْلِي بَلاَءَ فَوَارِسِي فِي المَهجَمِ⁣(⁣٢)

  فِي مَعرَكٍ لَمْ يَبْقَ فِيهِ نَاطقٌ ... غَيرُ المُهَنَّدِ والكَمِيِّ المُعلَم

  صَفَّتْ جُنُودُ الظَّالِمِينَ وَحَاوَلَتْ ... مَنْعَ الذِّمَارِ فَعُوجِلَتْ بِالصَّيْلَمِ⁣(⁣٣)

  حَفَزَتْهُمُ بِيضُ السُّيُوف وفِتْيَةٌ ... تَنمِي إلى الشَّرفِ الرَّفِيعِ الأكرَم

  قامت قِيَامَتُهُم بِكُلِّ مُثَقَّفٍ ... وبِكُلِّ عَضبٍ كالعَقِيقَةِ مِخْذَمِ⁣(⁣٤)

  فَكَأنَّهُم والسيفُ يعملُ فِيهِم ... أعجَازُ نَخْلٍ مِنْ طَرَائِقِ مَلْهَمِ⁣(⁣٥)

  لو أنهم ثَبَتُوا لَكَانَ بَوَارَهُمْ ... وَلَكَانَ مثوَاهُمْ سَواءَ جَهَنَّم


(١) المهجم: مدينة تهامية مشهورة، عدداها اليوم في قرى بني محمد من مديرية المغلاف، شرقي مدينة الزيدية، كانت قديماً عاصمة تهامة الشمالية، وهي تقع بجوار ميزاب وادي سردد، و في أيبام الإمام # كان فيها المجبرة.

(٢) يوم رحرحان من أيام العرب المشهورة، ورحرحان أرض قريبة من عكاظ، وهو يومان:

الأول: أن يثربي بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم غزا بني عامر بن صعصعة فاقتتلوا قتالاً شديداً.

والثاني: فسببه أن زهير بن جذيمة كان سيد بني قيس عيلان قد زوج ملك الحيرة النعمان بن امرئ القيس، فأرسل زهير ولده شاس إلى النعمان ليزوره، فلما رجع أعطاه النعمان مالاً كثيراً، فلما وصل إلى بني غني قتله رجل منهم يقال له رباح بن الأشل الغنوي وأخذ ما كان معه وهو لا يعرفه، فخرج أبوه زهير يطلب قاتله، فحلف له بنو غني بأنهم لا يعلمون خبره، فاعترضه خالد بن جعفر بن كلاب العامري - وكان بنو غني حلفاء لبني عامر - وقال له: ما تطلبه من دم ولدك فهو عندي، ثم إن خالد بن جعفر قتل زهير بن جذيمة، ثم هرب إلى النعمان بن المنذر واستجار به من غطفان، فلحقه الحارث بن ظالم إلى الحيرة فقتله، ثم هرب الحارث فأتى بني تميم فاستجار بضمرة بن ضمرة بن دارم وكان سيدهم زرارة بن عدس، فجمع النعمان جيشاً واجتمع إليه بنو عامر فخرجوا يريدون الحارث وبني دارم، فلما علم بهم زرارة جمع قومه من بني تميم، فالتقوا في رحرحان فاقتتلوا قتالاً شديداً، فانهزم جيش النعمان وبنو عامر. انظر (تاريخ الخيول العربية لأحمد بن الإمام المنصور بالله # صـ ٦٧، ٦٦، ٦٥، والكامل لابن الأثير (١/ ٣٣٦).

(٣) الصيلم: الأمر الشديد، والداهية، والسيف.

(٤) العقيقة في البرق: ما يبقى في السحاب من شعاعه، وبه تشبه السيوف.

(٥) الطرائق جمع طريق: وهي النخلة الطويلة، ومَلهم كمقعد: موضع كثير النخل.