ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[41] وقال # في غزة المهجم وتغنم أمواله في ذي الحجة سنة (604) ه ستمائة وأربع: [الكامل/50]

صفحة 136 - الجزء 1

  سَارَتْ إليهِم بِضعَ عَشرَةَ لَيلَةٍ ... فِي مَجهَلٍ نَائي الأنِيسِ ومَعلَمِ⁣(⁣١)

  قَطَعت إليهم جَوزَ كُلِّ تَنُوفَةٍ ... وتَنَزَّلَت مِن سُلَّمٍ فِي سُلَّمِ⁣(⁣٢)

  تَمشِي عَلَى رَبَلاتِهَا وصُدُورِهَا ... فِيهَا وتَنْسَابُ انسيَابِ الأرقَمِ⁣(⁣٣)

  لَم يَحمِهم إلا فِرَارٌ صَادِقٌ ... عَن صَدمَةِ الجَيشِ الأجَشِّ الأيْهَمِ⁣(⁣٤)

  نَسَجَتْ لَهَا بُرْدَي غُبَارٍ أقْتَمٍ ... ومُلآتينِ مِن الدُّخَانِ الأسحَمِ⁣(⁣٥)

  فَكَأنَّ عَينَ الشمس مُقلةُ أرمَدٍ ... وكَأنَّ وَجهَ البدرِ حَرْفُ الدِّرهَم

  وكأنَّ أطرافِ الحَرِيقِ المضرَمِ ... بِيضُ السُّيُوفِ إذا صُبِغْنَ من الدَّم

  أَسُدَتْ بنو حَسنٍ وكَانت عَادَةً ... منها إذا اكتَسَتِ السيوفُ بِعَندَمِ⁣(⁣٦)

  وأكارمٌ من فرعِ حَيدرَ صَمَّمتْ ... فِيهَا وَرَدَّتْ شَأوَ كُلِّ مُصَمِّم

  وحُمَاة ُهَمْدَانٍ ومذحِج لَمْ تَكُنْ ... فيها بِهَائِبِةِ المقامِ الأعظَم

  تَرَكَتْ وجوهَ العُرْبِ بِيضَاً وُضَّحَاً ... وَطَلَتْ وجوهَ الأعجَمِينَ بِعِظْلَمِ⁣(⁣٧)

  لَولَا تَغَيُّبُ أحمدَ بنِ القَاسِمِ الْـ ... ـمَلْكِ الهُمَامِ لَلَذَّ عِندِي مَطعَمِي

  لكِنْ حَلاَوَةَ دَهرِنَا مَمزُوجَةٌ ... بِمَرَارَةٍ كالشُّهدِ شِيبَ بعلقَمِ⁣(⁣٨)

  للهِ دَرُّ عُصَابَةٍ زيْدِيَّةٍ ... زَادَتْ على أَيَّامِ آلِ مُحَلِّم

  إن شِئْتَ رَدَّدنَا الحدِيثَ فَرُبَّمَا ... سَلَبَ الأخيرُ مَلاَحَةَ المُتَقَدِّم

  هَاكَ استَمِعْ مِنِّي ابتدَاءَ مَسيْرِهَا ... والسَّعْدُ يَقْدُمُهَا لِأيْمَنِ مَقدَم

  مَا غَرَّبتَ للغَورِ غَورِ تَهَامَةٍ ... والبَوْن يُحزَرُ مثلُ كَفِّ الأجذَم


(١) أرض مجهل كمقعد: لا يهتدى فيها. ومعلم كمقعد: مظنته وما يستدل به.

(٢) التنوفة: المفازة، أو الأرض الواسعة البعيدة الأطراف، أو الفلاة لا ماء بِهَا ولا انيس وان كانت معشبة.

(٣) الربلة بفتح الباء وسكونها: كل لحمة غليظة، أو باطن الفخذ.

(٤) الأجش: الغليظ الصوت من الإنسان والخيل، والأيهم: من لا عقل له ولا فهم.

(٥) البُرْدي: كساء أسود مربع، فيه صغر، تلبسه الأعراب، والجمع بُرَد بفتح الراء. المُلا: ثوب رقيق جداً يلبس فِي الصيف. الأسحم: الأسود، ولا يخفى على اللبيب ما في هذا البيت من البلاغة والفصاحة، وما اشتمل عليه من الإستعارات البديعة.

(٦) العندم: دم الأخوين.

(٧) العِظْلِم كزِبْرِج: عصارة شجر، أو نبت يصبغ به، أو هو الوسمة، وطلت بمعنى: لطخت.

(٨) الشهد: العسل، والعلقم: الحنظل، وكل شيء مرّ، والنَّبِقَةُ: المرة.